غيمة للبكاء الحُر - عمر النبيل | القصيدة.كوم

شاعر عراقي مقيم في مصر (1989-)


632 | 0 | 0 | 0




1
سنُشْعِلُ شمع العشاء الأخير
ونخبزُ أرواحنا للحياة بتنورها المستثار
هنالكَ كانَ المسيحُ احتمالاً بأنْ لا نعيشْ
وكان الجميعُ كروماً أكيداً
وكان النبيذْ
هنالكَ حيثُ البكاء مجرد خدشٍ بوجه السماءْ
تقول السماءُ اقْتربنا كثيراً
نقولُ على الأرضِ يبقى العراق
وتبقى الأغاني القديمة ليلاً على ضفتيهٍ تنامْ
يغازِلُ أنثاه نهرُ الفرات
ويجمعُ منها بريد الحمامْ

2
أُناجيكَ يا سيدَ الغائبين
وأحلمُ أنَّ الربيعَ المسافر يوماً إذا ما رجعتَ يعودْ
وأن يملئ الأرض عطرٌ صديقْ
وبغدادُ أنثى
تُطِلُّ عليكَ مُسَرِّحَةً شعرها بالغناء
مُكحِلة جفنها بالنعاسِ على ساعديك
وشاعرها في النهار الأكيد
يغازلُ وجه البناتِ الصغارْ
ويكتبُ ديوانهُ الأبديّ
وينْفُضُ عنْ زائريه الغبارْ

3
تقدّسَ سركَ
هل من مغيثٍ ليوقِفَ نزفَ الدماء
يُحركُ ماء الخلود القديم
ف (جلجامشُ) اليومَ طفلٌ صغير
تحاولهُ الحربُ أن يتعلّمَ مسكَ السلاحِ
وأن يتمرّسَ هذا الخراب العجوز
و (عشتارُ) تبكي
ككل النساءِ على أرضِ سومرْ
ككل الورود
تقدّسَ سِرّكَ
حين يكون البكاءُ احتضاراً لماء الخلود




الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: