طاسين الشارع - سعد عودة رسن | القصيدة.كوم

شاعر وروائي وقاص ومسرحي عراقي (1967-)


520 | 0 | 0 | 1




(طس لأطفال الشوارع)

للشوارعِ أطفالٌ من اسفلت
يقفون على بابِ الله المغلق
ويتوسدون الريحَ الناتجة من حركةِ السيارات
يدعون
أن (الكلينكس) هو غاية الوجود
وأن (العلّج أبو السهم) هو سر الخلق
أطفالٌ بأربعِ عيون
يعرفون الجيبَ المثقلَ بالكرامات
وبصوتٍ أملس
يمدون يداً نحو اللعنة
ويتوسلون


(طس لأمهات الشوارع)

للشوارعِ
أمهات نزعنَ الحيضَ بقماشِ الحاجة
وتركنَ لذةَ النهدِ لجوعِ الخلايا
أمهات لا يسمح لهن بالمرورِ
من فوق الجنة
لأن أقدامهنَ اعتادتْ زيارةَ الجحيمِ
أمهات ليستْ لأحد
ولم ينجبنَ سوى
حافاتِ الأرصفة


(طس لسائقي الباصات)

رؤوسٌ معجونة بالهتاف
وبطونٌ تملؤها (الخردة)
وألسنةٌ على حافةِ الشتيمة
يقرأون الأدعيةَ
ويفكرون بخصياتِهم كثيرا
رغم أنهم ينفسون هواءً قذرا
من مؤخراتِهم الملتصقة بالإسفنج
يأكلون وكأنهم في الجنة
ويتناسلون مثل القطط
أصواتُهم تعرفُها الأزقة الضيقة
ووجوهُهم يحفظُها جنودُ السيطرات
وحدها ملابسهم
ستشهدُ عليهم
يوم لا ينفعُ (مفك)
ولا لصقةُ (بنجر) عمياء


(طس لبسطيات أفلام الجنس)

لا ترى وجهَ الله المتجهم
إلا من خلالِهم
عيونُهم تراقبُ الهواء
وأصواتُهم بذبذباتها الأوطأ
تحاولُ أن تصلَ ليدِ المشتري
يبللُهم الوقتُ برداءِ النكران
شياطينٌ
فقدتْ قدرتها على الابتسامة
رغم ذاك
لا تمرُ بقربِهم
دون أن تلتفتَ اليهم
كملائكة


(طس لصيادي القناني الفارغة)

كسمكةٍ
تخرجُ بغايةِ الشوق الى الماء
هكذا تخرجُ القنينة
من بطنِ مزبلة
الخللُ الكبير
في اليدِ التي تتمسكُ بصعوبة
بكيسِ الحاجة
وتحاولُ الاتزانَ
مع قنينةِ فارغة
فارغة تماما
إلا من القهر




الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: