جحيم بالتقسيط - سعد عودة رسن | القصيدة.كوم

شاعر وروائي وقاص ومسرحي عراقي (1967-)


486 | 0 | 0 | 0




تقول الرواية في مقتل أبن المقفع : (فأمر بتنور فسجر حتى إذا حمي أمر أن تقطع أعضاؤه، فكلما قطعوا عضوًا قال‏:‏ ألقوه في النار‏. ‏فيلقونه وهو ينظر إليه حتى أتى على جميع جسده. ثم أطبق التنور...)
.

لم تنقذهُ أرانبهُ
التي أوكلت الحكمةَ للفئران
ولا رأسهُ
الذي علمَ العميان خيانةَ الفراغ
لم يستيقظ في دينهِ
زنديقاً كما أخبرهُ نبيُّ السيقان المنفرجة
ولا تعدى صبرهُ
سوى قيلولةِ القص وهي تتكلم بلسانِ الطير
والدواب
كان يفهمُ لحمهُ قبل أن يسّود
وهو يرتلُ آيات الحكمة
وعيناه تنظرُ
جثامينهُ الكثيرة وهي تلعب داخل سيرورةِ النار
ويتساءلُ
من سيقصُ على موتاه
كل هذا الهوس؟
لم يغمض عينيه قبل اكتمال الجسد
أن تحترقَ على مسافةٍ منك
أن ترى أفكاركَ تتلوى داخل قبسِ الشوي
أن تدركَ شواءك وتتحسسَ اختناقكَ
قبل أن تختنقَ
أن تتلو آياتكَ الميتة
وأنتَ حي
أن تنجوَ من موتكَ قبل أن تموت
هكذا تنمو فيَّ الحرائقُ أمامكَ
هكذا لا تميز بين الجرحِ والاحتراق
بين أن تكون أنتَ داخل فرنِ العالم
وأنت المصلوب على ضمائرِهم
أتصدقون؟
أنا الآن هكذا
أنظرُ الى أفكاري المقدودة وهي تحترقُ
يمنحها الحاضرون السوادَ اللائذَ بالغربةِ واليتم
ويبتسمون
بينما يتلاشى جسدُ الحقيقةِ داخلي
عضواً إثر آخر




الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: