أقـُولُ لِنفسِي - غيث القرشي | القصيدة.كوم

شاعرٌ أردنيٌّ (1980-) يقيم في قطر.


1763 | 0 | 0 | 0




أقـُولُ لِنفسِي...
اذا ما أردتُ الوُصُولَ لِنَجمٍ بَعيدِ المَنالِ: انْـتَـظِرْ،دونَ خَوفٍ
فـَثـَمَّة 'غَـيبٌ ' قـَريبٌ يـُشكـَّلُ حَسبَ مَقاسِكَ
سَوفَ يَجيئـُكَ... انْ كنتَ شَخصاً صَبُوراً
حـَكِيمَا /
....

أقـُولُ لِنفسِي...
اذا ضاقـَتِ الأرضُ فِيَّ مِرَاراً
ولم أحتفِلْ بِخَلاصٍ سَريعٍ طويلِ الاقامَةِ:
لا شَيئَ يـَشفـِيكَ غَـيرَ التـَّمَرُّدِ عَبرَ القصيدةِ
حَيثُ القصيدةُ تَبقَى المَلاذَ
وما غيرها، سوف يبقى...
عـَقـِيمَا /

أقـُولُ لِنفسِي...
اذا ما نَظَرتُ لِقـَطرَةِ طَلِّ، تُغازِلُ عُصفورَة في الصَّباحِ:
رُوَيداً رُوَيداً، لِكَيْ تُحضِرِيهَا
فان الأنوثـَةَ تَهوَى التـَّمَهـُّلَ
ان التمَهـُّلَ سِرُّ النجومِ، وسِرُّ الفتاةِ اللتي سَوفَ تـُعطـِيهِ شَخْصاً مُجِيداً
وشًخصاً
كريمَا /

أقـُولُ لِنفسِي...
اذا ما أردتُ التـَكـَلُّفَ في الشِّعرِ
- من دونِ قـَصدٍ - :
ستـُدرِكُ يَوماً
بأنكَ أنتَ المُهِمُّ هنا، في زِقـَاقِ المَعانِي
فَكُنْ أنتَ أنْتْ...
ولا تَـقـتَـرِفْ أيَّ حَرفٍ دَخِيلٍ
ستدرِكُ يَوماً...
بأن الحروفَ خلايا الحَياةِ
فكن للحروفِ عشيقاً
حميمَا /

أقـُولُ لِنفسِي...
اذا ما رَأيتُ عَدُواًّ ذَكِيًّا، يُحَققُ نَصْراً:
تَعَـلَّمْ تَـعَـلـُّمَ فـَنِّ الخَسَارةِ
ان الخَسَارةَ شَيءٌ جَمِيلٌ
يُعـَلِّمُنَا أن نَرَى قَطرَةَ المَاءِ في الكَأسِ: نَهْراً
وسُنبـُلَةً في الرَّبيعِ: رَغِيفاً
وقـَلِّدْ عَدُوَّكَ، كَيْ تـَتَـفَوَّقْ عليهِ بِهِ، وبِأسْلوبِهِ
فالحَياةُ هِيَ الخُدْعَةُ المُشتَهاةُ
تُكافِئُ من يَسْتَخِفُّ بِها، فَيصيرُ بِهَا زاهِداً... أو
عظِيمَا /

أقـُولُ لِنفسِي...
اذا ما أَرَدْتُ القِيَامَ بِشيءٍ ولمْ أسْتَطِعْ: لا تُفَكَّرْ كثيراً
بَـلِ اِرْفَعْ حُدُودَ اقتِنَاعِكَ بالشَّيءِ كَي تَستَثيرَ البِدَايَة فيكَ
وغيِّر طِبَاعَكَ:
كن حازماً، صَارماً، وجرِيئاً
فان الحياةَ تُحبُّ القَوِيَّ ، وتمنَحُ أسرَارَها للمُحارِبِ
ان كان فيها، عنيداً
عليمَا /

أقـُولُ لِنفسِي...
وقد أقبـَلـَتْ مثلَ فَجرٍ يُغازِلُ لَيلَ القـُرَى:
هذِهِ فـُرصَةٌ، قد حَبَـتـكَ السَّماءُ بِخَيراتِها
فتعَـلَّم بأن تَستـَغِلَّ الظُّروفَ اذا كانَ نَجمُكَ فـِيهَا مُنِيرَا
فلم أتكلَّمْ، بل ازدَدْتُ شُكراً لأمِّي السَّماءَ
وصِرتُ فتىً راضِياً
مُسـتـقِـيـمَا /

أقـُولُ لِنفسِي...
مَساءٌ جَمِيلٌ
وجامِعَةٌ مِثلَ بُقعَةِ ضَوءٍ، تُخالِطُ خُضرَةِ غَابَةِ سَرْوٍ تُحِيطُ المَكَانَ
فيَشدُو العَبَقْ
على سطحِ مَسكَنِيَ المتواضِعِ أجلِسُ
أنظرُ في لهفَةِ العَاشِقِينَ، أضُمُّ المَكَانَ بِغمضَةِ جَفنٍ
فَتُسكِرُنِي الذكرياتُ جَميعاً ، كأن التذَكُّرَ كَأسُ المُدَامَةِ
حِينَ تُخَالِطُ عُنفَ الشَّبَقْ
وألتَقِطُ الذكرياتِ جَمِيعاً:
هنالِكَ لمسةُ كَفٍّ، هنا بَسْمَةٌ...
وهُنا غَمزَةٌ مُتَرَدِّدَةٌ أن تُجيبَ غَريزَتَها الأنثَوِيَّةَ
أَصحُو، وأغفُو على ذِكرياتٍ تُثيرُ الحِجارَةَ، لو نَطَقَتْ لاسْتَبَدَّ بِها
بعضُ هذا القَـلَـقْ
(فقط ذكرياتـُكَ...من قَدْ يُشكِّلُ بَصمَتـَكَ الآدَمِيَّة فِيكَ، ولا شَيءَ يَبقى اذا ما انمَحَتْ)
سَأَبحَثُ، عن حِكمَةٍ في الهَواءِ
سَتَجعَلنِي، في الرَّحِيلِ
مُـقِـيـمَا/

أقـُولُ لِنفسِي...
أجْمَلُ شَخصٍ بِهذِي الحَياةِ هُوَ العَفَـوِيُّ
تَعَلَّمْ بِأنْ لا ' تَكُونَ ' كَذلِكْ
تَـكُنْ عندَهَا، عَفَـوِيّاً
سليمَا /

أقـُولُ لِنفسِي...
اذا ما جَلستُ وحِيداً، وحِيداً، على شاطِيِء البَحرِ
لا شيءَ حَولِي
سوى الموجِ، والليلِ، والذكرياتْ
أمسِكُ قَبضَةَ رَملٍ تُجَمِّعُ فيها مِئاتِ السنينِ وطعمَ الرَّدَى، وخَريفَ السُّفنْ
ولا شَيءَ جُوَّايَ غَيرُ السَّماءِ، وذكرىً لرائِحَةٍ للهَواءِ الذي قد تَعَطَّرَ عندَ مُرورِ الجَمِيلَةِ
تَـنـثُرُ غُرَّتَهَا بِدَلالٍ يُحيلُ المكانَ لبستانِ وردٍ، فَينثرُنِي في مَداهُ الأفُقْ:
قبضَةُ رَملٍ تُساوي بِلاداً
بِلادُكَ حِضنُكَ، أنتَ بلادُكَ، مهما ذهبتَ ومَهمَا بَعُدتَ
ولو أنَّ حِضنَكَ جَافاكَ فاعلم بأن المَآلَ يَكونُ اليهِ
فلا شيءَ يَعدِلُ عَودةَ طِفلٍ مُحِبٍّ شَقِيٍّ، لأمٍّ رَؤُومْ
تأمَلْ...
وأبحِر مَعَ المَوجِ في كُلِّ أرضْ
وأطلِق خَيالك عبرَ السَّماءِ لتصبِحَ في الحُلمِ ما قَد تُريدْ
هنَا يا صَدِيقِيَ
مهما بَعُدتَ، فَـثَمَّ شِراعٌ يُعِيدُ هَوَاكَ لأرضِ الوَطَن
فَكُنْ مِثلَ سَارِيَةٍ للشِّرَاعِ
وكُنْ لِهَوَاكَ وَفِيًّا
قـديــمَا /

تُخَاطِبُنِي النَّفسُ:
ماذا تَبَقـَّى اذاً يا صَدِيقِي؟
فهذا المَدَى، والصَّدَى، والضَّجِيجِ الذي فِي القـُلوبِ الغَرِيـبَةِ عَنكَ، يُثَيرُ احتِضَارَكَ
صِرْتَ كَما نَخلَةٍ في خَرِيفِ النِّهايةِ
مثلَ حَكيمٍ، يُدَوِّنُ أسْرارَهُ للغَريْبِ القريْبِ الذي سَوفَ يَخلُفُهُ فَوقَ عَرشٍ مِنَ المَاءِ، يَربُو على تـَلـَّةِ الكلِمَاتِ
فينسِجُ حُلماَ بِضَوءِ القـَمَرْ
فلا أنتَ أنتْ، ولا أنتَ غَيرُكْ
ماذا تبقى ؟
.
.
.
وفي لُجَّةِ الصَّمتْ...
بَدْرٌ يُسَلِّطُ اشعَاعَهُ في مُحِيطِيَ...
مَوجٌ يُكَابِدُ كَيْ يَتَسَلـَّلَ نَحْوَ يَدَيَّ...
وليسَ هنالِكَ غَيرُابتسَامَةِ سُخْرِيَةٍ في الشِّفَاهِ، تـَقـُولُ:
أنا ظِلُّ هذي القـَصِيدَةِ في الأرضِ
اني أنا يا صَدِيقَةُ تَعويذَةُ النَّجمِ، سِرٌّ خـَفِيّْ
وفلسَفَةُ الموتِ حِينَ يَعيشُ طُقُوسَ الحَياةِ
فيَشرَبُها
ويَعودُ اِليّْ
أنا وَحيُ شِعْرٍ، قـَرِيباً يُغَادِرْ
فــيـا شِــعـْـــرُ...
كـُـنْ بِي...رَقِـيْـقاً
رَحِيمَــــا /








الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)