أنثى الفصول - غيث القرشي | القصيدة.كوم

شاعرٌ أردنيٌّ (1980-) يقيم في قطر.


1836 | 0 | 0 | 0




شَفـَقٌ يُطِلُّ من العُيونِ المُخمَلـِيـَّة
ومواكِبٌ حَمَلـت تفاصيلَ الجَمالِ تـَجـِيء من قـُزَحِ القصيدةِ للأراضِي السَّاحِليـّة
مَن تـُراها قد أنارَتْ ذلكَ البَهـْوَ القـَديمَ لِكَي تـَصيرَ مليكتي
وتكون أنثايَ الوحيدةَ عندما يأتي المَساء؟
....

رَبـَّاهُ...
أيـَّةُ نَسمةٍ جاءت مع الرِّيحِ المُسافر كي تُجَملَ رحلتي
وتـُزيلَ عـَن كتِفـِي العناء؟
إنّي رَأيتُ الآنَ ما قد يَجعـَلُ الكلماتِ شِعراً
والنهاياتِ ابتداء
وَجْهٌ...
كأنَّ البَدْرَ غادَرَ أرضَهُ مُـتذرِّعاً بالوقتِ كي يُعطي المكان لآخَرٍ
ما انفـَكَّ يُرسِلُ ضَوءَهُ كـَرَماً إلى قـِبَبِ السماء
عينانِ من لونِ الزُمُرُّدِ، مثلُ شكل اللـَّوزتينِ تـَظـُنُّ أنهُما هُطولُ المزنِ في فَصلِ الشتاء
نهدان يقتنصان أسرار الرجولة من مكامنها الخفية
جَسَدٌ من البلورِ مَمشُوقُ القوامِ
كأنه تمثالُ عاجٍ أبيضٍ
وعلى خمائِلِهِ ترى أنهارَ دَجلة تنحِني لِيمُرَّ نهرٌ مِن ذَهَبْ
وترى المُحَيـَّـا باسِماً
الله شـَكـَّلَهُ كذلِكَ
لا اختلافَ عليهِ إنْ كانَ الرضا... أو إنْ تـَـمَلـَّكـَهُ الغَضَبْ
وتراه إنْ سَكَـنَت نَواجِذهُ حَكيماً
ليس يخضع للسفاهةِ أو يحركه الطرب
وإذا تكلم كان ذاكَ الصوتُ لحناً
بلبلٌ يَشدو... وأنغامٌ تقودُ إلى العَجَبْ
وإذا مشى اهتزتْ عُقـُولُ المبصِرينَ
كأنَّهُ ظـَبيٌ يَسيرُ بِلا تـَعَبْ
وإذا تـَنَهَّدَ مرة... سَتـَرى بِهِ غَـنَجاً
دلالاً مُسْتَحَبْ
والناس يعجبهم جمالُ الروح
رَبــَّــاهُ...
أية خمرةٍ سُكِـبـَت بهذي الرُّوحِ كي تُعطِي الجَمَالَ بَلاغةً
وتصير آلِهةَ اللعـَبْ
جُمَلٌ تـُقالُ، وأحرُفٌ جُمِعَت، وشخصٌ واحِدٌ
وملامحٌ، وصفت ملخِّصَةً جَمَالَ الرُّوحِ في جَسَدٍ يُجَسِّدُ كـُـلَّ غانيةٍ
تجودُ بمثلها...
أرضُ العَرب.
**********************
ورَنـَتْ...
كما ظبيُ الصَّحارى في التفاتـَةِ جيدِهِ المَمشوقِ يَرنُو للبعيد
وتـَلـفـَّتـتْ...
فتبعثرتْ خُطُواتِ أشرِعَةِ الهوى المُحتارِ في الفردِ العَدِيدْ
وتلاقـَتِ النـَّظراتُ في دَهـَشٍ
فلم ننطق..
وكان الصمتُ ثالثنا
وكان الصمتُ أبلغَ ما تـَجودُ بمثلِهِ
أرضُ القصيدْ.
**********************
وتنسَّمَ الصُّبحُ المسافِرُ في الجَبينْ
ماذا تخبِّئُ لي الغزالةُ
ما الهَوى المَجنونُ
ما ذاكَ التـَّـوحـُّدُ
ما الحنين؟
من أنا؟ ما الحبُّ؟ ما الأحلام؟ ما هذي البدايات الجميلةُ حين تبعدنا عن الأحلامِ أعباءُ السنين؟
------------
لحبيبتي...
نبضُ الدِّماءِ على شرايينِ القصيدةْ
لحبيبتي...
كـُّلُّ الوُرُودِ تـَجيءُ في أعيادِ ميلادِ المناسَبَةِ السَّعيدةْ
لحبيبتي...
اسمٌ مُوسيقيُّ الحُروفِ تـَرَنـُّماً أشدو بِهِ وأنا أقومُ مِنَ السَّرير
لحبيبتي... صارت حروفُ الضَّادِ قد خَضَعَت لمَلمَسِهَا الحريرْ
لحبيبتي وَجهُ الملائِكـَةِ الصِّغـَار، وصوتُ قـِيـثارٍ..
ونـَايْ...
لحبيبتي...
خَصْرٌ كأمواجِ البِحارِ، وليسَ يَحضُنـُهُ...
سِوايْ
لحبيبتي...
قـَلْبٌ يـَفيضُ حَنانُهُ
ويدٌ.. سَتَحضُنـُها
يـَدَايْ







الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.