ايكاروس - ميلود علي خيزار | القصيدة.كوم

0


372 | 0 | 0 | 0




الاسم..."ايكارُوسُ"
و اللّقبُ...الجنونُ.
ممّا تبقىّ لي من الشّمع الرّخيصِ...
أعُدّ أجنحةً...و أرمي هكذا جسدي الملوّثَ... من أعالي البُرج.. عَلَّ الرّيحَ تَخطفُني إلى ذاك الفضاء الحُرّ...مثلَ كلام أغنيةٍ ..بلا وطنٍ و لا فَتوى بحقّ البَوحِ ...إنّي أسمَعُ الدّنيا تُناديني... هواءٌ غامضٌ يَجتاحُني ليُعيدَ لي رئتيَّ ...ما اسْمُكَ يا صباحَ الشّهقةِ الأولى؟ سيَجرَحُني الشّعاعُ إذنْ لأُدركَ أنّني حيُّ...وانّ دمي دَمٌ ...و يمكنني أُحَـيّـيِّ طائرٍا لا زال يُشبهُ سَهمُه صوتي...ويُمكن أن أصيبَ خطيئتي بالنّظرة الأولى...و يُمكنُ أن أعَمّرَ بيتَ أرملةٍ بصوتي...أو أسوّيَ نارَها... أو أنقذَ القنديلَ من تِجوالِهِ الأعمَى على الجسد المُعطَّلِ... أو أفكّرَ كيف قُلتُ لنجمةٍ افَلَتْ "احبّكِ"... أو أنامَ بملء عَينيها كأمنيةٍ ...أفكّرَ أين كنتُ ؟ و مَن يكون أبي أنا الصّوتُ اللَّقيطُ ؟ سَأنبشُ الأيّامَ بَحثا عن بُذورٍ فاتَها نايُ الرّبيع و لم تُؤجِّرْ سِرّها لِيدٍ ...و يُمكنني مرافقةُ الأليم إلى حدود الدّمع...يُمكنُني التّنكّرُ في رماد كمنجةٍ حتّى يَفيقَ النصُّ من غيبوبة الوعي الشّقيّ ... نَسيتُ اسمكَ أيّها القطنُ الشّبيهُ بحُجْر أمّي... عندما صَفعَ السَّديمُ بصيرتي... خاصرتُ فاجعتي و أسلمْتُ الرّمادَ إلى نداء الرّيح، آهِ... تَناهَشتْني كاليتيم مَخالبُ الإيقاع... من حُمّى إلى حُمّى ...رَقصتُ ... كقلب عاشقةٍ...رَقصتُ كعين مصباحٍ ...رقصتُ كنجمةٍ مشغولةٍ بضياع خاتَمها على أعقاب قافلةٍ...رقصتُ كما لَوَ أنّ الرّقصَ مِفتاحٌ وجوديٌّ...لبابٍ أزرقٍ كسَماء رغبتنا...رَقصتُ على مَشارفِ بيتكَ العدميَّ يا مَعنى... و لَم أَهبِطْ كظلِّ أبي على أنقاض زَنبقةٍ ... و لَم اَخلعْ على الأشياء أسمائي ...مَددتُ يَدي إلى النّبْع المُضيء و رُحت اَصعَدُ... هكذا كفراشةٍ سكرانةٍ بالضّوءِ...مُحتفلِاً بمَوتِ الجاذبيّة ...مُوغِلا في النّار...في مَلكوتها العالي...و حين دَنوْتُ، سَالتْ كلُّ أجنحتي...على جَسدِ السّماء ...تَفحَّمتْ روحي...و خانتْني الظُّنونُ







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)