عِيْدٌ بِلَوْنِ الْحُزْنِ - إبراهيم الأسلمي | القصيدة.كوم

شاعرٌ يمنيٌّ. متمرّسٌ وقادر.


1532 | 0 | 0 | 0



//إلى أمي حين نسيَ العيد أن يلمَّ شتاتنا**

كلّ عامٍ..
وأنتَ في جِذْعِ نَخْلَةْ
يطبعُ النّزْفُ في فؤادِكَ قُبْلَةْ

تَرْتَدِي ريشةَ الغُرابِ
وتكسو شَبَحَ العيدِ منْ رُفاتِكَ ، حُلَّةْ

ينثرُ العيدُ في يديكَ هدايا
طوقَ حُزْنٍ ، وفرحةً مُضْمَحِلَّةْ


زُمَرُ التهنئاتِ
سِرْبُ رماحٍ تشربُ القلبَ
طعنتينِ ، ونَهْلَةْ

كلّ عيدٍ.. وأنتَ ظِلٌّ غريبٌ
هدهدٌ بالأسى يُلوّنُ حَـقْلَهْ

يسرقُ الظلَّ عن جَنَاحِ سَحَابٍ
خَلْفَ حُلْمٍ ، و الشّمْسُ تسْرِقُ ظِـلَّهْ

ينشُدُ المُلْكَ.. مِلْءُ عينيهِ عَرْشٌ
وملوكُ الهباءِ تمنحُ سُؤْلَهْ

كلّ دَهْرٍ.. وفي انتظارِكَ أمٌّ
تسألُ الرّيحَ مِنْ غيابِكَ طَلَّةْ
عيدُها غُرْبةٌ ، وعيدُكَ نَزْفٌ
نسيَ العيدُ كيفَ يجمعُ أَهْلَهْ

قَلْبُها.. منْ نوافذِ الغيبِ ، يرنو
وشذاها يحِنُّ من كلِّ تَلَّةْ

غُرْبَةٌ.. علَّمَتْ رمالَكَ دَمْعاً
وحنينٌ.. يعلّمُ الدمعَ رَمْلَهْ

لغةُ العيدِ في كتابِكَ ، ذَبْحٌ
وحديثُ النّدى ذُبُولٌ تأَلَّهْ

عيدُ
هَلْ جِئْتَ كي تُعَذّبَ لَهْفَى ؟
خَلِّ أمّي.. وهاتِ حُزْنَكَ كُلَّهْ
****






الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: