قَمَرٌ يَخَافُ الضّوءَ - إبراهيم الأسلمي | القصيدة.كوم

شاعرٌ يمنيٌّ. متمرّسٌ وقادر.


1410 | 0 | 0 | 0




أنا لا أجيدُ العزفَ
تعزفُني..
- كريشةِ طائرٍ – ريحُ الصّدى
لا صوتَ يُسعفني أمامَ الرّعْدِ
لكنّي رهيفُ السمْعِ...
كُثْرٌ عازفو لحمي
ولحمي..
لا سمومَ بهِ تَهشُّ على النسورْ
لا تستريحُ خُطايَ..
إلا حين أُنسى – رأفةً –
من طيشِ هذا الرمحِ
أو حينَ اختبائي خلفَ أسماءٍ سوايَ
و حينَ أهربُ ماسحاً أَثَري
تُرى..
أبلغتُ نُضْجاً يستحقُّ القطْفَ ؟
أم أنّي سقطتُ على الرمالِ ؟
أم الرياحُ تقاسَمَتْ شَجَري ؟
لأنَّ حديقتي
لا نجْمَ يحرسُها ولا سَهِرَ السياجْ
حتّى القصيدةُ لم تعدْ حِصْناً لشاعرِها
النوارسُ لم تعدْ معزوفةً للبحرِ
طَعْمُ النايِ حَتْفٌ
بيتُكَ المصفرُّ حَتْفٌ
والهروبُ من الردى حَتْفٌ
فمنْ... ؟
يا صاحِ – إلا أنتَ – سوفَ يقولُ :
يا نارُ .. اهطلي بَرْداً عليهِ وحرّقي أغلالَهُ..
يا ظلُّ أنتَ أنا , كلانا هاربٌ...
هَبْني حصانَ الريحِ
خلفي تركضُ الطعناتُ
قلبي صارخٌ :
إنّي مللتُ النزْفَ
عُودي يا رِماحُ جريحةً...
ماذا صَنَعْتُ ؟ ومولدي عَدَمٌ..
وما زاحمْتُكمْ كي أستحمَّ على ضفافِ النهرِ
لم أكتبْ على شَجَرِ الغيومِ اسمي
تركْتُ الظلَّ مفروشاً لأشباحٍ تُطاردُني
ومِلْتُ إلى الشموسْ
لا حُلْمَ لي ..
إلا البقاءُ هُنا , وحيداً
تُسكَبُ الأحلامُ من قَدَحي...
أرتّلُ بينَ أشجاري كتابَ الفأسِ
حتّى لا يتيهَ النّخلُ والصفصافُ..
أهمسُ للكُرومِ هَبَي ليَ العنقودَ سِرّاً
سوف أعتصرُ المساءَ معَ النجومْ
وأقولُ للتفّاحِ :
مُتْ ظَمَأً , فحقلي لا يُحبّكَ...
ثمَّ أخطبُ في جموحِ قصائدي :
كفّي الصعودَ إلى الخلودِ
تقمّصي عُمرَ الفراشةِ
لوّني شفتيكِ من لونِ البنفسجِ .. لا دمي
فدمي شحوبٌ لا يلوّنه النّدى
ودعي مطاردةَ الصدى
فأنا صداكِ.. أخافُ صوتَ الليلِ..
لي قَمَرٌ جبانُ الضّوءِ
ينشُدُ ليلَهُ سِلْماً
ويبحثُ عن سَمَاءٍ من هُروبْ
****








الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)