الانتقام - نجود القاضي | القصيدة.كوم

شاعرةٌ يمنيّةٌ حاصلةٌ على العديد من الجوائز العربية.


2050 | 5 | 0 | 1




مشيتُ في جنازةِ أفعى سامة،
شاركتُ في دفنِ عنكبوت فشل في محاولةٍ
للانتحارِ فماتَ قهراً،
أنقذتُ ساعةَ حائطٍ من الصمم فلدغني
عقربها الذي أوقفته،
ضمدت جراحَ قطرةَ ماءٍ جرحتها قنينةٌ
بفمٍ حادّْ،
حفرتُ حفرةً عميقةً في الهواء وخبأتُ كل
مشاعري السيئة،
وعندما صفعني الحبُّ أدرتُ لهُ خديَ
الآخر،
ومازال بإمكاني صنعُ المزيدِ من
المفاجآتِ لأعدائي فقط لو أن هذا الأجل
يتوقف عن هرشِ جسدِ الوقت باستفزاز
ودغدغةِ القبورِ بالدفنْ.
ماذا أفعلُ لهم وقد أصبحوا هناك ؟
فليعودوا جميعاً لنلتقيَ هنا، بعيداً عن
عيونِ القَدَر هذه المرة،
بعيداً عن مخالبِ الموتِ وقرنيه،
أريدهم هنا على رقعة شطرنج فغرَ فاهُ على
طاولةِ المتعةِ منذ عامٍ ولعبةٍ مؤجلةْ،
لن أستدرجهم إلى كمائني ولن أحاصرهم في
مربعِ النهايةْ،
لن أسمحَ لهم أن يلتهموا بعضهم البعض
عندما يجوعون للحياةِ ويُدفعون إلى
الموتْ،
لقد انتهيت للتوِّ من وضعِ خطةٍ بثوبِ
عروس تسوقهم جميعاً إلى العدم واحداً
واحدا
وقد يموتون وهم يتذوقون حساءً طيباً من
أصابعِ الحبّْ، مبتسمينَ لكاميرا
المراقبةْ،
ودون أن يشعروا تغادرهم أرواحهم وتظل
أجسادهم حيةً، ممسوخةً معلقةً في
الفراغ،
شاهدةً على دماثةِ الانتقامْ.







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)