الحِكَايَةُ أكبَرُ مِنْ قَارِئٍ عَابِرٍ - محمد المهدِّي | القصيدة.كوم

شاعرٌ يمنيٌّ عريق. في قصائدهُ ما يجعل من الشعرِ لوغاريثميّةً عجيبة. حاصل على جائزة أثير الشعرية.


2274 | 0 | 0 | 0




عَلَى رأسِكَ انهارَ أُفْقُ السُّؤالِ:
عَلَى أيِّ فزَّاعةٍ سَوفَ تضربُ رأسَكَ
حَتَّى تفيقَ مرايا المَرَايَا؟
عَلَى أيِّ صمتٍ ستُلقيْ بصوتِكَ
حَتَّى تَرَى صُورَةَ الحرفِ تضحك فِيْ حضرة اللونِ؟..
جُنَّ جُنُونُكَ فِيْ البحثِ عَنْ واضحٍ
غامضًا كانَ في بدئهِ الأزليِّ
وثَمّ انهيارٌ
هوائيّةُ الخوفِ أحجارُهُ في المغيب؛
المغيبُ بقيّةُ أنقاضِ غيبٍ يدورُ عَلَيهِ الدخان،
وليس بوسع الحُطام الوقوف عَلَى جبل المَاءِ
كي يحملَكْ..

قَد تكون الضلالةُ نصف الصراطِ
وقد لا تَرَى قدميكَ
إذا لَمْ تصل قامةُ السَّقفِ إلاَّ إلى كتفيكَ،
التأملُ يقتلُ صاحبَهُ
أنتَ تقتُلُهُ
وهنا فِيْ الظلالِ شرودٌ شهيدٌ
بجُثمانِ أبعادِهِ أثقلَكْ..
قلتَ: أذعَرْتَنيْ.
قلتُ:
يسكنُ فيكَ المكانُ وأنت تَقول لنفسكَ: أحتاجُ مأوى،
أضعتَ جهاتك فِيْ شارعٍ لا يمُرُّ عَلَيهِ التَّوحُّدُ،
ريح المسافات أورثْتَها هيكلَكْ

افتراضًا
أُطاردُ ذئبَ اليقين
وأُنهيْ شجارَ الدّياناتِ حَتَّى تَرَى شجرَ الخُلدِ
يُنهي مصيف اللظى ويُجفِّفُ من أشعلَكْ..
هَلْ ستؤمنُ أن النهارات كَانَت تُشيرُ إلى النهرِ:
هَذَا الَّذِيْ كان يغسلُ أسرارَاهُ
خلف ظهرِ الدُّجَى خبَّأ اللَّوحَ
خبَّأ كفَّكَ فِيْ جيبهِ ثُمَّ قال لجوعك: خُذْ خردَلَكْ..
هل ستقول لبيتٍ من الشِّعرِ:
شُكرًا لبُوصلةِ الذاتِ،
أم ستظلُّ غريبًا عَنِ الدَّارِ والملكوتِ الَّذِيْ أرسلَكْ؟..

يَومَئذٍ
ربما يتأخرُ موعدُ هَذَا الأذانِ الموكَّلِ بالمئذنَةْ
القُلُوبُ مُرقَّعَةٌ
والحناجرُ بعضُ خيوطِ الصَّدَى
الصَّدَى خِرقةُ الرُّوحِ
ليس يُخافُ عَلَى خرقةِ الروحِ إلاَّ مِن الألسنَةْ..

افتراضًا كتبتُ:
صلاةُ الجماعة كافرةُ الوصل.
«اللهُ أكبرُ.. اللهُ أكبرُ»..
هل ستخاصمُ من أوصلَكْ؟
يا حبيبيَ كن واحدًا فِيْ المآذن كي أقبلَكْ..

افتراضًا
أنا غيمة الأنبياء أُسمِّيْ الجماداتِ: بنت الظنونِ،
أُحيلُ المَجَازَ مِن امرأةٍ تشتهي فِيْ الخيال
إلى قمرٍ يتمرَّغُ في الرَّملِ
يضربُ كفَّ الحنينِ عَلَى فخذِ أُغنيةٍ فَعَلتْ فِعْلَها؛
كيْ تُقابلَ مُستفعِلَكْ..
من سيرضعُ مِن نهد جنيِّةٍ فِيْ الهَوَاءِ؛
ليكتبَ: كَانَت ممارسة الجنس تُخرجني عنك يا ربّ؛
علَّمتني نقصَ هَذَا الجنون اللَّذيذ؛
ألذُّ الجنون بأن أعقلَكْ..

افتراضًا
تصوم ثلاثين ثانية فِيْ السَّنَةْ
وتعدُّ الفطورَ: الأراملَ والأحصنةْ
أين سيختبئ الماءُ؟
أين سيختبئ النارُ؟
أنثى النعيم كأنثى الجحيم،
وقافية الوقتِ تهمُسُ في أُذُنِ الموعدِ الكيميائيِّ:
لن تستريحَ الموازينُ
حتى تُريقَ دماءَ اشتهائكَ أو تأكُلَكْ..

الحكايةُ أكبرُ من قارئٍ عابرٍ
وأجلُّ وأعظمُ من فيزياء الأناشيد،
لا بُدَّ مِن لغةٍ فوقَ طاقتها فِيْ الخوارقِ
لا بُدَّ مِن نَفَسٍ يتنفَّسُ مِن رئةِ النَّفسِ
لا بُدَّ مِن شمعةٍ تشربُ الرُّوحَ مِن دمعتين مُهاجرتين
ولا بُدَّ مِن صورةٍ للبعيد تُربِّي طفولةَ عينيكَ
لا بُدَّ أن تقتفي أثر المنتهى،
سوف تستقبل القبلتين بلا وجهةٍ
سترى آخرَ الاحتمال
يمُدُّ إلى أوَّلِ الحُلمِ مُستقبلَكْ..
الحكايةُ أكبرُ من قارئٍ عابرٍ في الذهولِ المُسافرِ
كم عابرٍ في الذهولِ هَلَكْ!..

آهِ منكَ
تُفكِّرُ فِيَّ كثيرًا لتملأَ قلبَكَ بي
لا أظنُّكَ تملأ قلبكَ بي لتُجيدَ صلاة الضُّحى
ربما لتُعَطِّرَ نبرةَ صوتكَ بالعبقريّةِ
أيضًا لتشعُرَ بالدِّفءِ،
قلبُكُ يلبسُ نظَّارةً تتشكَّلُ فِيهَا الخرائطُ
يا ابن الَّذِينَ أضلُّوا الطريقةَ:
غيرُكَ في غيرِهِ ضيَّعَ اللهَ فِيْ ليلةٍ للشياطين
فِيْ لحظةٍ للزوال
الزوالاتُ عمياءُ
يا ابن الَّذِينَ أضلُّوا الطريقةَ: ما أليلَكْ!

الكمالُ لَهُ «وأنا»..
تضحك الآن مِن «وأنا» فِيْ سياق الإشارة؟
لا تختلف معه (أقصد الاكتمال)
لَهُ منتهى المنتهى
وعوالم أخرى ستحتاجها حين تكبرُ
فعلاً عَوَالِمُ أخرى ستحتاجها حين تكبرُ،
لا تتخذ معه موقفًا عاطلاً أو قويًّا ضعيفًا
ستخسرُهُ فجأةً
لا أريدك أن تنتهي فجأةً فِيْ الكلام الحقيقيِّ
أخشى عليك انزياحك فِيْ متنِهِ
لا تكنْ مُطفأً كاحتفائيَّةِ السَّبتِ،
ليتك أسرجتَ رغبة ليلِكَ في مقلتيه؛
لتُبصرَ أبعدَ،
أسرجْ بزيتونهِ منزلَكْ..

إنّهُ جاعلٌ ما عَلَى اللغةِ الأُمِّ
أُمًّا وبنتًا ومُرضعةً وعجوزًا مُراهقةً،
باستطاعتهِ الآن أن يجعل الأغنيات نهودًا
وأن يجعل النايَ واوَ المضارع،
لَيسَ هنالك واوُ المُضارع يا شيخنا،
باستطاعة معناه أن يجعل الصَّمتَ أُمَّ الثدياتِ
أن يجعل العدمَ اللغويَّ
كفيلاً عَلَى الكاف والنون والألِفِ النرجسيِّ؛
إذنْ
باستطاعتِهِ ما يشاءُ بأن يجعلَكْ..

افتراضًا
يضيقُ الفقيرُ بأدعيةِ الصالحين
تضيقُ الكراماتُ بالأولياء
وأنسى المدينة فاضلةً غَيرَ فاضلةٍ؛
فيقال: التَّجلِّيْ لِمَنْ فضَّلَكْ..
ماذا ستفعلُهُ فِيْ التُّرَابِ القَصِيدَةُ؟
ماذا سيفعلُهُ الأفقُ كي يُذهلَكْ؟..
النهايةُ حتميَّةٌ فِيْ سريرةِ «حتّى»،
لتعرف آخرة المهرجان البعيد؛ أقمْ أوَّلَكْ..

افتراضًا أغادرُ هَذِيْ الحَيَاةَ المُمِيتةَ،
ماذا سأُحدِثهُ مِن جديدٍ لهذا الفلَكْ؟..
سوف أُلقيْ بسرِّ المسافات فِيْ مُطلقٍ للمجازِ
وأصعدُ أبعدَ مِن كلِّ ذلكَ.. أصعدُ جدًّا
وأنت تُحدِّقُ فِيْ الضوءِ، والضوءُ أبعدُ
أصعدُ
أصعدُ
أحملُ قلبي الصغير/ الكبيرَ
بدمعةِ أمي
أحمل قلبي الصغير/ الكبير،
هُنَاكَ عَلَى الطيران أُدرِّبُ سبعين ألف مَلَكْ..

افتراضًا أكونُ الحقيقةَ،
هَلْ تدرك الآن ماذا تقول الحقيقةُ؟
هَذَا السؤال هُوَ الأفقُ؛
ينهارُ أفقُ السؤالِ عَلَى رأسِكَ الآن؛
قلبُ الحقيقةِ ليْ، لَيسَ لَكْ.





*القصيدة من ديوان:
شمعة في العدم.



الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)




الثمانية
( 3.2k | 0 | 0 )
المِيلاد
( 3k | 5 | 0 )
يَومَئذٍ
( 2.8k | 5 | 2 )
بَيضَةُ العَدَم
( 2.7k | 0 | 0 )
ضِحْكَةٌ لا تُشْبِهُ الرّئَةْ
( 2.3k | 0 | 1 )
صَاحِبُ الكَهْفِ
( 2.3k | 0 | 0 )
الشَّاهِد
( 2.1k | 0 | 0 )
مُدَوَّنَةُ الرَّحَّال
( 2.1k | 0 | 0 )
هيّا توحّد بالخلاء
( 2.1k | 0 | 0 )
نحنُ والآخرون
( 2k | 0 | 0 )
سأُعلّم الألوان
( 2k | 0 | 0 )
الآن
( 2k | 0 | 3 )
عَبَثِيَّةُ البَوصَلَة
( 1.9k | 0 | 2 )
مُوسـيقى النِّسْيان
( 1.9k | 0 | 0 )
مِنْ سُلالةِ الماء
( 1.8k | 0 | 0 )
مِن الآخِر
( 1.8k | 4 | 0 )
على شارعٍ من جليدِ البُكاء
( 1.7k | 0 | 0 )
للمُدرِكِ أبعد من ذلك
( 1.7k | 0 | 0 )
أنسى أُطيل غيابي ثم أكتملُ
( 1.6k | 0 | 0 )
بُكَاءٌ قَدِيم
( 730 | 0 | 0 )
مُختَلِفٌ فِيْ هَذَا الكَون
( 656 | 0 | 0 )
بَعد غَدٍ.. أَمْسُ القِيَامَة
( 628 | 0 | 0 )
أَتَسَلَّى بِدَائرَةِ اللاَّمُبَالاة
( 606 | 0 | 0 )
حَيثُ أَبِيْ يَجْلِدُ المَيِّتِيْن
( 593 | 0 | 0 )
المَعنَى بَعد حِين
( 590 | 0 | 0 )
الهِجرَةُ مِن المَسَاءِ الكَبِير
( 590 | 0 | 0 )
العَارِف وما بعد النقطة
( 588 | 0 | 0 )
مَرَّتَيْنِ أُهَاجِر
( 554 | 0 | 0 )
خَطَأٌ فِيْ التَّقْوِيْم
( 550 | 0 | 0 )
فِيْ هَذَا الحَيِّ.. فِيْ هَذَا الشَّارِع
( 545 | 0 | 0 )
نونُ العَبَثْ
( 533 | 0 | 0 )
نحنُ لسنا عبيدًا لهذا التراب المُخادِع
( 524 | 0 | 0 )
أوَّلاً وأخيرًا
( 516 | 0 | 0 )
المُعَادَلَةْ
( 513 | 0 | 0 )
فِيْ هَذَا العَالَمْ
( 507 | 0 | 0 )
دَمٌ يَضْحَكْ
( 501 | 0 | 0 )
زئيرٌ من جبال الموت
( 495 | 0 | 0 )
أصفارُ الجدول للمغلُوب وللغالب
( 391 | 0 | 0 )
قِرَاءَةٌ سَطحِيَّة
( 385 | 0 | 0 )
فِيْ وَقتٍ قَصِير
( 363 | 0 | 0 )