الغراب - عبدالله عبيد | القصيدة.كوم

شاعرٌ يمنيّ (1990-) قصيدتُه كالقمر الأسمر. جاذبيّةُ قصيدته جرّارةٌ نحو القراءة.


1944 | 0 | 0 | 0



إلقاء: عبدالله عبيد



الغراب الذي يوقظ الشمس في كل يومٍ
أتى اليوم أيضاً، ولكنه
لم ينادِ عليها كعادته في الصباح،
ظللْتُ أراقبهُ وهْو ينفض ريش المساء
انتظرتُ وقلتُ: أرى ما سيفعلُ هذا
الغرابُ..
ولكن هذا النعاس الثقيل يضايقني،
السحابةُ بيضاء مثل الحليب ولا شيء يدعو
لأن أتشاءمَ أكثر مما يجبْ
الحياة على الجانب الآخر الآن من أرضنا
لا يكدر صفو استدارتها أيُّ شيء ..
رهان سباق الخيول، احتفالاتُ «يوم
المحارب»،
سبتُ اليهود، غيوم الربيعِ، وماءُ
البحيرات
صرخةُ «فولتير»، تمثال» ويتمان» ..كل
الحياة هناك
تسير الهوينى، ولكنها الآن في الشرق تبدو
مهدّدةً بالتوقفِ
تخنقني غصةٌ إذ أفكّر في لحظةٍ بالطريق
الذي سوف
نسلكهُ.. يصرخُ الآن في داخلي آخري:
«ليت كل الهراء الذي كان ما كان
ليت الذي كان ما كان»
أمسكُ رأسي لعلّ الصراخُ يجفُّ
وأرجع صوب سريري
أحبُّ المنام خفيفًا وهذا الغراب الذي
لم يقل أيّ شيءٍ إلى الآن يمنحني فرصةً
كي أنام ولكنّ عِرْقي الفضوليّ أرْغمني
أن أراقب هذا الغرابَ..
الغراب الذي كان يوقظُ الشمس في كل يومٍ
أتى اليوم أيضاً،
ولكنه لم ينادِ عليها كعادتهِ
حطّ هذا الغرابُ الصباح على شرفتي
كي يودّعني وينام، أقول لنفسي:
«انتهى طائر الشؤم آن لكَ الآن
أن تستريح وتنعم بالنوم مثل الأنام»
أقول لنفسي كلاماً كثيراً وأترك عين
الحقيقة
شاخصةً في مراياي ذاهلةً عن رماد الضجيج
الذي يملأ الآن يوميَ :
«إن الغراب الذي مات كان
الـ يـ مـ ـنْ»








الآراء (0)   


نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)