موتًا عميقا - أحمد عبد الغني الجرف | القصيدة.كوم

شاعرٌ يمنيٌّ (1988-) يجرفُ في وعولة الشعرية، حتى يسوّيها.


1915 | 0 | 0 | 2



إلقاء: أحمد عبد الغني الجرف



ظمآنُ وَ هْيَ تمرُّ بي كالرَّشْفَةْ
و أحسُّ هجراً شابَها كالألفَةْ

و بلهفةٍ عمياءَ تسألُ نفسَها
عنِّي ، و تمحوْ فيَّ إثمَ اللهفةْ

كانتْ تؤنِّبُ كُلَّ ما حولي و تلـ
ـعنُ حدسَها ، و تسيرُ فيَّ بخفَّةْ

كانتْ ترتِّبُني ، و أسمعُ عطرَها
يحبوْ خلالَ جوارحيْ لأحفَّهْ

....

وجدتْ خلالَ أسايَ (أحمدَ) ثانياً
مِنْ أتفهِ الأحلامِ أتفَهَ ... أتفهْ

رجلاً كـ(ـقابيلَ ) أحتواني كلَّ يو..
..مٍ في الحياةِ إليَّ يبسطُ كفَّــهْ

قالتْ و قد بلغَ الأنينُ فؤادَها :
ما ذا الدمارُ ؟ و تمتمتْ كالرأفةْ

و بدأتُ ألتمسُ الكلامَ ، كَمَنْ طوى
أنفاسَهُ ، و مضى يشيِّعُ حرفَهْ

أنا شاعرٌ عقَّ الحياةَ ، مكبَّلٌ
منذُ ارتحالِكِ ، لم يغادرْ كهفَهْ !

منذُ اغتربتِ و لم يلامسْ موطناً
أو نصفُهُ المشبوهُ يعرفْ نصفَهْ

لم يدَّخرْ غيرَ القصيدةِ ! فَهْيَ أعـ
ـظمُ موتةٍ قيلتْ ! و أعظمُ عفَّةْ !

يأويْ إلى الوطنِ / الضجيجِ و روحُهُ
حولَ التفـــــاتةِ موتِـــــهِ ملتفَّـــةْ !

كالرؤيةِ الملقاةِ خلفَ جنونِهِ الــ
.. ما زالَ يلهثُ كالحقيقةِ خلفَهْ !!

غنَّى لتنساهُ الجراحُ ، و إنَّــــما
في كلِّ أغنيةٍ يعانقُ حتفَهْ

.....

لا تسأليني بعدُ عن مستقبلي
فأنا انتظارٌ زاهدٌ في الشُّــرْفَةْ

وجعُ القصيدةِ فيَّ أيقظَ كلَّ أطـ
ـلالِ الذينَ قضوا هنالكَ عزفَهْ

كم موطناً أضحى رماداً داخلي !
مُزِّقتُ أضعافَ الرمادِ و ضعفَهْ

موتًا (بهِ روحيْ عليَّ كأنَّها)
أحيتْ خلاليْ (ذا القروحِ) و (طَرْفَةْ)!
لا تأخذيني بالقبورِ فإنَّ بيْ
أملاً يعشعشُ في الشعورِ كَنُطفةْ

أحييتُ بالحرفِ الحياةَ ذبيحةً
و وجدتُ نفسي هالكاً بالصُّدْفةْ

خضتُ القصيدةَ و هْيَ أخطرُ رحلةٍ
يا ليتَ فيها شاطئًا !! أو ضفَّــةْ !








الآراء (0)   


نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)