مِن أين أخرجُ و ال ( أنا ) مسْدودُ ؟
و الروحُ سجْنٌ و الجهاتُ قيودُ ؟
في أضلعي قمرٌ و ألفُ قصيدةٍ
مُذْ أينعَ التاريخُ وَ هْيَ جُحُوْدُ
مُذْ رتَّلتْنيْ الأمنياتُ حفظْتُها
وقرأتُها ، و الأغنياتُ حديدُ
مِنْ قبضةِ الفولاذِ مِنْ شَعَثِ المدى
كُتِبَتْ عليَّ المفزعاتُ السُّوْدُ
مُذْ أوَّلتْ شفتايَ رائحةَ اللظى
يُتْماً ، و أفْئدةُ الورودِ جليدُ
مُذْ كنتُ أنْحتُ في البروجِ حبيبتي
و الحلمُ تحتَ شكوكِها موءودُ
مُذْ شوَّهَ الأحبابُ وجهَ قصيدتي
و الدربُ يبدأُ رحلتي و يعيدُ
مُذْ لوَّنتْ أمي رسومَ حكايتي
و الأرضُ صدرٌ لم تطأًهُ نهودُ
مُذْ كنتُ أصغيْ في الظلامِ لأدمعي
و الليلُ عينٌ و البلادُ خدودُ
مُذْ فتنتيْ الأولى و طهْرِ خطيئتي
و أنا : يبعْثرُني المدى و البيْدُ
يا أوَّلَ الشُّطآنِ ، أخطرَ وجِهَةٍ
طرَفايَ فيها : الكهفُ و الأخْدودُ
سيَّانَ موتي فيهما أو مقتليْ
فكلاهما لي غربةٌ و خلودُ
أينَ المفرُّ من الجحيمِ و هذهِ ال
خيباتُ نارٌ و الدموعُ وقودُ
( أنَّى اتَّجهتُ رأيتُ منِّي ميِّتاً )
يمضي بهِ أملُ النَّدى المفقودُ
(كلُّ الوجوهِ تبعثرتْ في قبلتيْ )
سفريْ شعائرُ و الأسى معبودُ
كلُّ الجهاتِ على الصرِّاعِ طوائفٌ
تَتَعبَّدُ الإخفاقَ و هْوَ شَرُوْدُ
مُذْ كانَ جدِّي يسْتَفِزُّ خيولَهُ
فوق الحكايا وهْيَ عنْهُ تذودُ
شيَّدتُ ظلِّي مِنْ صهيلِ فتوحِهِ
فا نْهارَ فوقَ رمادِ جدِّيْ الطُّوْدُ
كلُّ الجهاتِ ،،، و لا جهاتِ تحيطُ بيْ
إلاّ الفراغُ و مقْصَدٌ موْصودُ
ألقيتُ مِنْ بصَرِيْ عصاً نبويةً
و رأيتُ أغصانَ الرَّمادِ تَكِيْدُ
و عبرْتُ في حِمَمِ السَّرابِ و في يديْ
وطنٌ عتيقٌ / تُبَّعٌ و ثمودُ
أدعوْ فتَتَّكئُ المتونُ على الحصى
خلفيْ النَّصارى ، و الملاذُ يهودُ
مِنْ أيِّ بابٍ - يا أحاجيْ جدَّتي -
أرويْ لشمْسِكِ معبداً - و أشِيْدُ ؟
مِنْ أيِّ ثقْبٍ أسْتهلٌّ حضارتي ؟
و دميْ (رقيبٌ) و العروقُ (عتيدُ)
كلُّ العقائدِ حرَّمتْ وطنيتي
ما عاد يجْديْ الرفضُ و التنْديدُ
معنايَ مصلوبٌ على رئةِ الصَّدى
بابَ المدينةِ يُذْبَحُ التَّغْريدُ
أجلُ الخطيئةِ يسْتثيرُ وقوعَها
و تدفُّقُ الشهواتِ فيهِ شهودُ
في النهْرِ شيءٌ ما ،، يزلْزِلُ عُشَّهُ
و أنا هنا - في طعنتينِ - قعيدُ
أتلوْ انْكساراتي ، أفسِّرُ كنْهَها
لأرى - خلالَ الجدْبِ - كيف تميدُ