ماذا سأفعلُ بيْ و أنت جريحُ - أحمد عبد الغني الجرف | القصيدة.كوم

شاعرٌ يمنيٌّ (1988-) يجرفُ في وعولة الشعرية، حتى يسوّيها.


1706 | 0 | 0 | 0




مأواكَ مقبرةٌ و أنتَ ضريحُ
و متاعُكَ المُلقى عليكَ طُموحُ

مِنْ أين تؤتى الأمنياتُ البيضُ يا
حُلُماً تقاذَفَهُ المدى المذبوحُ ؟

معناكَ آخرُ فكرةٍ نبويَّةٍ
قامتْ على ومْضِ الرمادِ تبوحُ

ما زالَ فيكَ بقيَّةٌ مِن غربتي
تحبو عليها مِنْ ضياعِكَ روحُ

يا أيها ( الضِّلِّيلُ ) في خطواتِهِ
ما زالَ يركضُ فيَّ منْكَ قُروحُ

كيفَ السبيلُ إليكَ ؟ كيفَ تركتَني
في الأرضِ تعبثُ بانْتمائيْ الرِّيحُ ؟
**

عُبِدَتْ عليكَ الشَّمْسُ ألفَ مدينةٍ
حتّى اعْتراها منْ سناكَ صُروحُ

فأضعتَ أشجانَ السماءِ و وحيَها
و بِها تصعَّدَ صدرُكَ المشْروحُ

أشعلتَ وحدَكَ كلَّ مقبرةٍ على
جسديْ ، و وحديْ ظَلْتُ فيكَ أنوحُ

يا أطهرَ الأنفاسِ ، و ابنَ قصيدتي
مِنْ أينَ يُتْلى نصُّكَ المفتوحُ ؟

أوقدتَنيْ شعراً ، فصرتُ مدينةً
وجهُ الهلالِ بِثغْرِها ممسوحُ

ينهارُ مُلْكيْ حينَ أقترفُ الهوى
و أراكَ مِنْ تحتِ الرمادِ تصيحُ
**

شيَّدتَ في ( الطُّوفانِ ) ألفَ نبوَّةٍ
حتى تشبَّثَ باكتآبِكَ ( نُوحُ )

و رسمتَ في ( السِّكِّينِ ) ( إسماعيلَها )
و أنختَ في روحيْ و أنتَ ذبيحُ

و سكنتَ حُزْنَ ( الحوتِ ) دهراً مُحزناً
تتلوْ الظلامَ و زادُكَ التَّسبيحُ

و رجعتَ في ( التَّابوتِ ) تحملُ غربتي
تُلْقيْ العِصِيَّ و ليسَ فيكَ فحيحُ

شَنَقَتْ هواكَ حبالُهمْ فيْ زينةٍ
عمياءَ ، ظاهرَها ( أناكَ ) قبيحُ

فحملتُ حُبَّكَ جمْرةً نبويَّةً
بالحزنِ ، حتى طالَ بيْ التَّلْمِيحُ

رُغْمَ انصلابيْ فيكَ إلاّ أنَّنيْ
روحُ الصَّليبِ و أنتَ فيَّ ( مسيحُ )
**

حتَّامَ أطْرُقُ بابَ مجْدِكَ ثُمَّ يف
تَحُ لي الأسى ؟ و رضاكَ فيهِ طريحُ

أ وَ لا ترى أنِّيْ بدونِكَ عاجزٌ
عنِّيْ ؟ و ما لدميْ سواكَ نُزوحُ ؟

لولا بقيَّةُ ما سترتَ بِهِ دميْ
لبكى الزمانُ و عِرْضُهُ مفضوحُ

و لَشرَّدتْني كلُّ أغنيةٍ ، فلا
تَجِدُ المشرَّدَ في الظلامِ بفوحُ

أمْدُدْ يديكَ و ضمَّنيْ يا موطني
........................................................
........................................................
........................................................
........................................................
........................................................
ماذا سأفعلُ بيْ و أنتَ جريحُ ؟؟








الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)