الرَّقْصةُ الأخيرةُ على إيقاعاتِ الموت - أحمد عبد الغني الجرف | القصيدة.كوم

شاعرٌ يمنيٌّ (1988-) يجرفُ في وعولة الشعرية، حتى يسوّيها.


1781 | 0 | 0 | 0




جـلَّ مَـنْ بـثَّ مـهْجتيْ فـيكِ ، جـلَّا
فــأرانــيْ الــعـذابَ قــرْبَـكِ أحــلـى

يـــا سـمـاءًا حـمـلتُها مُــذْ بـزوغـيْ
في الشَّرايينِ ، مُذْ ( دَنَى فَتَدلَّى )

مُـذْ بـكى قـابَ سـجدتينِ طموحيْ
و تـــنــادى بــثــورتـيْ و اسْــتَـهـلاّ

جـئـتُـنيْ الآن أصـطـفـيْ أمـنـياتي
شـمعةً فـي سـلاسلِ الـرِّيحِ تُتْلى

يــــا ســمــاءًا تــوضَّـأتْ بـدمـوعـي
كـيـفَ أمْـطرتِ بـيْ جـراحاً و غِـلاّ ؟

كــمْ لـعـينيكِ قـد رفـعتُ ضـلوعيْ !
و دمـيْ ، كـم بِصرْحِ عينيكِ صلَّى !

إنَّ لـي فـي هـواكِ - يومَ التَّناديْ -
يــا أنـيـنيْ- سـريرةً ، سـوفَ تُـبْلَى

يــومَ آتـيـكِ سـائـلاً عــن ضـيـاعيْ
شـاعـراً تـحـتَ أحـرفـيْ مُـسْـتَظِّلاّ

أصـطـليْ قـربَ الـصُّورِ بـعْضَ مـناجا
تِـيْ الـتيْ كـانتْ عـندَ دُنـياكِ تُقْلى

يـــومَ كُــنَّـا مـعـلَّـقينِ عــلـى جـــذْ
عٍ مِــــن الأمــنـيـاتِ ، نُـثـمـرُ نُــبْـلا

يــــومَ كُــنَّــا و مـوجـعـاتُ الـلـيـالي
تــذرفُ الـحـزنَ حـولَـنا كــيْ نـضِّـلاّ

كـنتُ أهـوى هواكِ حتّى خضوعي
و أراضـــــي رضـــــاكِ حــتّــى أُذَلاَّ

كـنتُ أنْـشقُّ مِـن عروقيْ و أشْتقُّ
سـبـيـلاً - مِـنِّـي إلـيـكِ - و شـمْـلا

يــــا ســمــاءًا بِـقـرْبِـهـا أبْـعـدتْـنـي
ضـيَّـعتْني و لــم تــزلْ بِــيَ حُـبْلى

كـيفَ قـيَّدتِ فـي الـرَّمادِ مـجيئيْ ؟
قـبـلَ أنْ أسْـتـهلَّ روحــيَ ،،، قـبْلَا

قــبـلَ أنْ أعـبـرَ الـخـطى مـثْـقلاتٍ
بـاشْـتياقيْ ، و قـبلَ أخْـصِفُ وصْـلَا

قــبـلَ أنْ أفــتـحَ الــجـراحَ لـوحـدي
فــي مـتـونِ الـغـيابِ ، حـتـى يَـمُلَّا

قــبــلَ أن أسْـتـفـزَّ أغْــصـانَ مـــاءٍ
مُــــذْ بــــزوغِ انْـتـظـارهِ مـــا أطـــلَّا

قــبـلَ حــشْـدِ الـمـعلَّقاتِ بِـروحـي
قـبلَ أنْ تـقْتَفي لِـيَ الشَّمسُ ظِلَّا

قــبـلَ أنْ أهــتـديْ إلــى خَـلَـجَاتيْ
قـبلَ أنْ أصـطَفيْ مِـنَ الـخلْقِ خِـلَّا

قـبلَ أنْ أخـبرَ الـدُّجى عـنْ غراميْ
بـصبايا مـدينتي ، قـبلَ ...، قـبْلَا ..

يـا سـماءًا تـشقَّقتْ فـي ضـلوعي
إنَّ لــي فـي مـلامحِ الـفجْرِ سـؤْلَا

إنَّ لــيْ فـي الـغبارِ شـعْباً سـحيقاً
و مــسـاءاً ، و مـهْـرجـاناً ، و حـفْـلاَ

فـافْـتحيْ الـماءَ يـا ابْـنةِ الـماءِ إنِّـي
لــمْ أزلْ فــي مـنـابعِ الـحـلمِ كَـهْلَا

قـاسمينيْ الـحضارةَ الآنَ مِـنْ قَـبْ
لِ انـــدثــارِيْ ، لــعـلَّـنـيْ أتَــجـلَّـى

أتـجـلَّى عـلـى الــرؤى مِــنْ جـديدٍ
إفْـعـلـيْها ،،، أكــلِّـمِ الـطِّـينَ طـفْـلَا

غـــادَرَ الـنـهْرُ و الأغـانـيْ فــراغٌ ...
إحْفظيْ - الآنَ - إنَّنِيْ سوفَ أُمْلَى

أغْـــربُ الـكـائـناتِ مــهْـدُ جُـنـونـي
إنَّ لــيْ فـي جـوانحِ الـغيبِ نَـسْلَا

عــاقَـرَتْ أمـنـيـاتيَ الـعـمْـرَ حــتَّـى
عَــبَـسَ الـحـلـمُ داخــلـيْ و تَـولَّـى

شـاعرٌ قـبضتيْ : أسـاطيلُ روحـيْ
و أحــاسـيـسُ غــضَّـةٌ ، لــيـسَ إلَّا

شــيَّـعـتْـهـا قــبــائـلـيْ و بـــــلاديْ
عـنـدَمـا كــنـتُ أُكْـــرِمُ الـمُـسْتَحِلَّا

كــــانَ يـغـتـالُنيْ ، وكــنـتُ كـريْـمـاً
كَـجُدُوديْ الّـذينَ (... قـتْلاً و سهْلا.

شــاعــرٌ كُــلَّـمـا تـنـفَّـسـتُ حــرْفـاً
قَــذَفَ الـمـوتُ نـحـوَ روحــيَ حَـبْـلَا

أفْـتحُ الـشِّعرَ - و الـحروفُ رصـاصٌ -
ظـامِـئـاً - و الـسُّـطورُ تـنْـضَحُ قـتْـلَا

كُــلَّـمـا كِــــدْتُ بــسْـمـةً تَـتَـهـاوى
فـــيَّ ، كـــيْ تُــخْـرجَ الـعـزيزَ الأذلَّا

يــا سـمـاءًا فــي كـلِّ أرْضٍ نـفتْني
صَـلَـبـتْـنـيْ رؤاكِ عــلْـمـاً و جــهْــلَا

هـاؤمُ اسْـتفتِحيْ دمـيْ و ارفعيني
صرتُ أخشى : أرى السَّحائبَ رمْلَا

كــمْ رفـعـتُ الـفـؤادَ كُـلِّـيْ رجـاءٌ !!
و خــذَلْـتِ الـهـوى رجــاءاً و كُــلَّا !!

و أقـمـتُ الـغـرامَ فـي كـلِّ فـرْضٍ !!
حـامِـلاً مِــنْ جـفـاكِ مِـسْـكاً و فُـلَّا

رغمَ هذا ... !! و أنتِ حينَ أمرتِ ال
قلبَ أنْ يسكنَ الأسى لمْ يَقُلْ : لا

أينَ أمضيْ بخيبتي ؟ أينَ أمضيْ ؟
و سـمـائـيْ عــنْ وجِـهِـها تَـتَـخلَّى

أشْـعِـليني يــا خـطوةَ الـتَّيْهِ أفـنى
كيفَ أنسى ؟ نسيانُها ليسَ سهْلَا

هــا أنــا شـهقتاكَ يـا مـوتُ خُـذْني
إنَّ فـــي ظــلـمْ شـهـقـتيكَ لَـعـدْلَا








الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)