ملامحُ شاعرٍ مجهول - محمد السودي | القصيدة.كوم

شاعرٌ يمنيٌّ (1990-) منذ بداياته الباكرةِ استحق اعترافاتٍ محلية ودوليةً بجدارة الالتفات لتجربته.


2373 | 0 | 0 | 0



إلقاء: محمد السودي



يبصرُ الروحَ في الضلوعِ غريقَهْ..
كلّما غاصَ في السطورِ العميقَهْ..

كلّما أشعل الفوانيسَ ليلاً
يقتفي خيبةَ الرمال العتيقَهْ..

قاسم َ العمرَ جوعَهُ وكؤوسٌ
مرّةٌ حوله تبلِّلُ ريقَهْ..

قلقٌ يعتيره في كلِّ تيهٍ
بعدما أجّلَ المساءُ شروقَهْ..

بين قضبانِ التائهينَ حبيسٌ
وخطاهُ الحيرى هناكَ طليقَهْ..

طاردتهُ الذئابُ في كلّ جبٍّ
كاذبٍ، والشعابُ أفنت شهيقَهْ..

واستدارت عليه خمسٌ عجافٌ
فمضى مرهقاً وخبّأَ ضيقَهْ..

حسرةٌ من غصونه تتدلّى
تنشرُ القحطَ في السنين الوريقَهْ..

سادرٌ بين ضفّتينِ ويرعى
ظلَّهُ الملقى في الدروب السحيقَهْ..

لا يرى في الآفاقِ إلا ضباباً
ودخاناً ونجمةً مخنوقَهْ..

السماءُ العمياءُ تنبضُ شكّاً
ونبوءاتُ الطيرِ ليست دقيقَهْ..

المراثي تطوفُ حول الاغاني
تستبيحُ الإيقاعَ من كلٍّ جوقَهْ..

كان يمضي محمّلاً بأسى الأرض
ويهدي إلى الوجودِ بريقَهْ..

ثمّ أضحى محمّلاً بالأحاجيِّ
فقد بلّت الخطايا عروقَهْ..

هو ظلٌّ تنازعته الرزايا
يتبعُ السرَّ منذ بدءِ الخليقَهْ..

منذ أن أهدرَ النشيدَ غرابٌ
قاتلٌ، واحتوى المكانُ نعيقَهْ..

منذ أن أُوقِدَ العذابُ بقومٍ
منذُ أن قاتلَ الشقيقُ شقيقَهْ..

مدنُ الملحِ تستفزُّ خطى ذاك
الغريبِ الذي أضلَّ طريقَهْ..

لم يجدْ فيها غيرَ شوكٍ فولّى
نحو صحرائه يطاردُ نوقَهْ..

الصحارى تسيرُ خلف الصحارى
والسماواتُ أرهقت تحليقَهْ..

عاد للنار والدروب احتراقٌ
يجمعُ الضوءَ من رمادِ الحقيقَهْ..

عاد مشنوقاً في حبال سؤالٍ
والرؤى في أعماقه مشنوقَهْ..

لم يزل غارقاً بلغزٍ عميقٍ
منذُ أن غاصَ في السطورِ العميقَهْ..









الآراء (0)   


نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)