آخِرُ الكلمات - وفاء جعبور | القصيدة.كوم

شاعرةٌ أردنيّةٌ (1983-) ماهرةٌ بجعل القصيدة مقطوعةً موسيقيّةً.


2709 | 5 | 0 | 1



إلقاء: وفاء جعبور



وأنهضُ ما بين ظِلّينِ
أعبرُ ملحَ دمي كي أراكِ على حافّةِ الروحِ تحترقينَ
أظلُّ بعيدًا لأرقب في مقلتيكِ فَرَاشَ الأنوثةِ حين يطيرُ
ويتركني ضائعًا في المرايا أفتشُ عن جبهتي والقمرْ
وكنتِ تَمُرّينَ فوق المسافةِ
وجهكِ يقترب الآنَ من حيرتي
يسكبُ الضوءَ فوق انحناءاتِ هذا الجدارِ
أواصلُ فيكِ التمني
أفتشُ عن طفلةٍ حُلمها من ورقْ
وأعرف أنّي هجرتُ الكتابة
من قبل ميلادها والمطرْ
فدُلّي أصابع روحي على قلمٍ
يشطرُ الآنَ هذا البياض الذي يستفزُّ سطوري

ونامي على ظِلّ جُرحي
لأعرفَ كيف أقيسُ المسافةَ بين الحروف وبين يديكِ
أشكّلُ منكِ لغاتٍ جديدةْ
وأمنحُ عينيكِ تذكرةً
للربيع الذي لا يَمَلُّ انتظاري
فنامي
هنا يولد الحُلم فوق جبيني
أحقًا نسيتِ جبيني..؟
تناسيتِ أحلامنا
كيف أصنع منكِ فضاءً
لأغنيةٍ ناضجةْ ؟
كيف أمتدُّ فيكِ
لأكتشفَ الفرقَ بين الولاد والمستحيلِ على ظِلِّ أسئلةٍ غامضةْ
****
أريدكِ أمي
لأعلنَ للأرض أنّيَ من رحمها سوف أُبعَثُ حيًّا
ومن عطرها سأزورُ السماءْ
أريدكِ بعضي لأقتات من عشبِ أرضكِ
سرَّ الوجودِ على صفحةٍ للغناءْ

أريدكِ أنتِ أنا
لأهربَ منكِ إليكِ وأفتح للعمر نافذةً للبقاءْ

****
أحبُّ النوافذَ
حين تعودين من صمتها متعبةْ
تنامين فوق السطورِ
تَمُرّين بِاسْمي كأنْ لم تريهِ
تَـلُمّينَ أطرافه في شرودٍ
وتنأينَ عَنّي
وأسألُ عينيكِ :
حَقًا تُحبينني
كلما طار فينا سحابٌ
وحطّتْ على صدرنا سنبلة ؟
وأعرف أنَّ الإجابة فيك تضيعُ
وأنكِ أنثى
تخافُ الوقوفَ على فاصلاتِ الحديثِ فتصمتُ ..
تُشعِلُ للآخرين مساحة سُكَّرْ



أحبكِ
حين تعودين لي مُتعبةْ
تَـلُمّينَ قلبي بعطرِ يديكِ
فتوشك أحزانُهُ أنْ تطيرَ
ويأبى غروركِ أنْ تتركيهِ
يُطِلُّ على نافذات السؤالِ ليعرفَ كم موسمًا ترتدينَ
وكم نرجسًا في الكؤوسِ احترقْ
أيا امرأةً تُلبس الكلماتِ حريقًا
وتتركها في جحيم الأرقْ
ويا امرأةً تتقنُ القتل سرًا
وترمي بِجُثتها للورقْ
أنا غارقٌ في شحوبِ البداياتِ
آتيكِ من جاهلية قلبي
لأدرس كرّاسة الحُبِّ والوردِ
والدفءِ والبردِ بين يديكِ
فلا تتركيني كتمثالِ وهمٍ
أزيّنُ ذاكرة ً من خشبْ


ولا تحمليني ضريحًا من الصمتِ
في مقبرات الشغبْ
أريدكِ أن تنثريني مساءً
على خاصرات اللهبْ
فنامي
قليلٌ من الحلم يكفي
لنرسم فوق غيوم الأصابعِ
أيامنا عن كثبْ ..!








الآراء (0)   


نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)