بعثرة - وفاء جعبور | القصيدة.كوم

شاعرةٌ أردنيّةٌ (1983-) ماهرةٌ بجعل القصيدة مقطوعةً موسيقيّةً.


2364 | 5 | 0 | 2



إلقاء: وفاء جعبور



زهرٌ يَدقُّ البابَ في وجعٍ
فيسمَعهُ الحَمَامْ
عصفورة الكلماتِ غيّبَها انتظارُ الحُبِّ
فاحترقتْ
على أرض الكلامْ
وحنيننا الغيبيُّ لا ندري
هل احترقتْ أصابعهُ
أَم الأيام أعلنت الحدادَ على شوارعنا
مرّتْ بنا الألوانُ دافئة ً
كأنْ لم نختلف يومًا
على أعشاشها الخضراءِ
أو نمحو بأزرقها
شحوبَ الآهِ
في حُلمٍ يصالحنا
ويُبغضنا
ويكبرُ في دروس الصمتِ
يحرقنا
هنا ..


يمضي المسافرُ في توجّعِهِ
يُرتلُ آية الشعراءِ
كي ينسى أصابعَهُ
ويهذي كلما التفتتْ إلى عينيهِ
غربتهُ
يردّد حائرًا :
ما أوجعَ الشعراءَ !
نقتلهم
فيكبر ظِلهم مَعَنا
وقبل البوحِ
ينطقُ جرحُهُم شَجَنا
ولو صُلِبوا على الكلماتِ
فاض اللوزُ بالمعنى
فأين أخبئ الأحلامَ في جسدي
وبي وجَعٌ
ينزّ الآهَ
يشطرني إلى ظِلينِ
ظِل ٍ ليلكيّ اللونِ
أبعدَ من تفاصيلي
وآخر مغمض العينينِ
أين أنا ..
أمَا للضوءِ إيقاعٌ على لغتي
أمَا للأحرف الخضراء مُتسعٌ لذاكرتي ؟
وجعي على الألوان أسكبُهُ
أريدُ الأزرق الشفافَ
كي أنأى إلى اللاشيءِ


تذكرةً بلونِ الروحِ
تحملني
إلى ألقِ البدايةِ
تنهضُ الأشواقُ من نومي صباحًا
كالفراشاتِ الطليقةِ
أنتقي يومي
أزخرفهُ
أريدهُ حالمًا مثلي
أنا ما زلتُ أحفظ غنوة الأشجارِ
أعرفُ صمتها
كُنّا سويّا عند مُنعطف الحنينِ
هناك .. نرقبها
واليومَ أعرفُ ما يكون الشِّعر في جسدي
خريفًا
غائم الخطواتِ
لا وجعٌ يلاحقهُ
ولا نبضٌ يعاند فيهِ
أزرقهُ
هنا لا شيء يشبهني
أنا بُقعٌ من الألوانِ
داكنة ٌ
تُذكّرُ مَن جفاهُ القلبُ
بالأسوارِ والمِحَنِ


فغيبي
أخفضي صوت الحنين الآنَ
وانسحبي
فالشِعر لا يرقى لذاكرةٍ
بلا لونِ








الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)