حداء المجابات - سيدي محمد ولد بمبا | القصيدة.كوم

شاعرٌ موريتانيٌّ (1975-) حصل على لقب أمير الشعراء في موسمه الثاني.


4137 | 0 | 0 | 1




إلقاء: خديجة الصبّار


لم يبقَ في الموتِ اتساعٌ
كي تضيفَ مسافتي أثراً لقافلةٍ
يُزكّي بعضُها بعضاً
ليسكتَ معورٌ عن معورِ

لم يبقَ في الموتِ اتساعٌ
كذبَ الحُداء
على الحُداء
ولم تمُتْ فينا مجابات التوقّعِ
والوصول

أنا لا أجيدُ الصمتَ مثلكِ يا قصيدة
وارتشاف الحبر
آخر دمعةٍ أوحى بها
نظر الغريق

هل سوف نحيا في
بقايا الموت فينا
فكرةٌ تجتاح أحياءَ الصفيح
بداخلي

فليتحدّْ فيكَ المذكرُ بالمؤنّثِ
ولتَعُدْ
ما الفرقُ ما بين المذكر والمؤنّثِ
فلتغبْ فيك الخطايا
قد تلامس في شرايين التوحد
لحظةَ الإحراج في
تاريخنا

فلتقتلعْ ما قد تصادف
لوحةً مكسورةً عن ثورةِ الزنج اليتيمةِ
أو رماداً من دَمِ الحلاجِ
صلّى ركعتين على خطاه

أنا لا أجيدُ الصمتَ مثلكِ يا قصيدة
وانحناءات الحروف على المعاني
كانحناءات
القلوب على القلوب

لملمتَ لي لغةَ الطريق وخنتني
وكتمتَ عنّي وجهةَ الأشياء
لا تيهَ حتّى استدلَّ بيأسهِ
كي يرجعَ الموتى صدى الأحياء

وطني سرابٌ
كلما ألبستهُ لون الرؤى
يختارُ لونَ الماءِ

لو أنّ لي شيئين أو ضدّين، قال
كنتُ ارتحلتُ مع القصيدة
سالكاً رؤياي كي لا يفضح التأويل ما كنّا اقترفنا
فى بدايات الطريق

بالرمل أنتَ مقيّدُ
لو أنّ لي شيئين أو ضدّين، قال
كنت اقتلعتُ برودةَ الموتى
وأودعتُ المنيّةَ ظفرها
أن يستدير حداءنا صوب المعرّة
وانكساراتِ المعرّي

بالغيم أنتَ مقيّدٌ
أنا لا أجيدُ الصمتَ مثلكِ يا قصيدةُ
واقتناص النصِّ
آخرُ فكرةٍ أوصى بها نظرُ الغريق
لم يبقَ فى الموت اتّساع
أن أرى من شرفتي أرقاً سيسحبنا
ونمضي حذوه متحرّرين

كالضوء أنفذ فى الفراغ قضيتي
بغداد أو بيروت
حتى تستفيقَ هشاشة الأوطان فى ذهني
سنتركُ ها هنا أشلاءنا
خيطاً يرتّقُ ما تبقّى من فتات القادمين

فى الموت متّسعٌ على علّاته
لنضيفَ شيئاً واحداً
أوطاننا شاخت على شفة البقاء
أوطاننا شاخت على شفة البقاء








الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.