مَشْهدٌ آخرُ مِنْ حياةٍ أخرى - أحمد جمال مدني | القصيدة.كوم

شاعرٌ مصريٌّ. أتاكمْ وقد ضاقتْ على حُلْمِهِ الأَرْضُ ولم يَبْـقَ مـنه الآنَ كلٌّ ولا بعْضُ وحـيداً يزورُ الحُـزْنُ دوماً فراشَهُ.


1062 | 0 | 0 | 0




مُنْذُ
اسْتَرَاحَتْ عَلَى الأرْضِ
البَسَاتينُ
وَقَبْلَ أنْ
تُبْتَنَى فينَا الزَّنَازينُ
أَنَا
عَلَى سَطْحِ مَوَّالي أُدَنْدِنُ
للوَرْدِ الأَغَاني
فَتَهْتَزُّ الرِّيَاحينُ
وَلَمْ تَكُنْ
فَوْقَ أَرْضِ اللهِ مَعْرَكَةٌ
ولَمْ يَكُنْ
بَيْنَ خَلْقِ اللهِ مسْكينُ
وَلَمْ تَشَأْ وَرْدَةٌ
إلا مُصَالَحَةَ العُشاقِ
لا مُتْعَبٌ فيهمْ ومَحْزونُ
وَلَمْ تَبُحْ
قَمْحَةٌ بالسرِّ كَيْفَ نَمَتْ
وكَيْفَ بالمَاءِ أَنْشَا عودَها
الطينُ
وَكَانَتِ
الأرْضُ في الأَحْلامِ سَابِحَةً
ولا اسْتَبَاحَتْ دَمَ المقتولِ
سكِّينُ
كَأَنَّ
حُبًا أَتَى في أَوْجِ فتْنَتِهِ
وقَالَ :
كونوا كَمَا أعْدَتُّكُمْ كونوا
هُنَاكَ
حَلَّقَ في الأُفْقِ الحَمَامُ
وَلَمْ تَمِلْ بِنَا مَرَّةً هذي
المَوَازينُ
فَلَمْ أَرَ
النَّاسَ في حِلٍّ وفي سَفَرٍ
ولَمْ تَدُرْ
بالمَسَاكينِ الطَّوَاحينُ
مَدَّ المَكَانُ
لكُلِّ العاشقينَ يَدًا
فَلَنْ يَخونوا وَلَوْ قالوا لَهُمْ
خونوا
غَزَالةٌ
صَالَحَتْ صَيَّادَهَا وَمَضَتْ
وَصَالَحَ الوَرَقَ المَكْسورَ تشْرينُ
وَصَالَحَ
القَاتلُ المقْتولَ وانْتَهَتِ الحروبُ

إذْ سُلْسِلَتْ فينا الشياطينُ
هُنا عَلَى الأرْضِ
صَبَّ الغَيْمُ خَمْرَتَهُ في كَاسِها ،

سَكِرَتْ منْهُ البَسَاتينُ
وَدَاعَبَ الشَّجَرُ التفَّاحَ
فابْتَدَأَ الغِنَاءُ وابْتَهَجَ
الرُّمَّانُ والتِّينُ
شَدَدتُ حَبْلَ خيالي كَيْ أكونَ هُنا
لَوْ قيْلَ قَدْ جُنَّ ، فَلْيَحْيَ
المَجَانينُ
لمَّا
صَفَا لي خيالي لَمْ أُبَالِ بمَا
يَشدُّهُ
وَهْوَ بالأحْلامِ مَرْهونُ
وذلكَ المَشْهَدُ المجْنونُ
يَرسمُهُ الرَّسَّامُ
أَوْ شَاعرٌ بالحُبِّ مَفْتونُ
أَنَا هُنَاكَ
جَنَاحٌ مَا أطيرُ بِهِ
والسرُّ في قلْبيَ الجَوَّابِ مَكْنونُ
وَحْدي
هُنَاكَ صَفيَّ البالِ أَسْأَلُكُمْ
مَاذَا لَو الفَاءُ لَمْ يَقْبَلْ بِهَا
النونُ ؟؟







الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.