فَتَاةٌ مِنَ الضوء - أحمد جمال مدني | القصيدة.كوم

شاعرٌ مصريٌّ. أتاكمْ وقد ضاقتْ على حُلْمِهِ الأَرْضُ ولم يَبْـقَ مـنه الآنَ كلٌّ ولا بعْضُ وحـيداً يزورُ الحُـزْنُ دوماً فراشَهُ.


754 | 0 | 0 | 0




وَمَنْ أنتَ ؟
قالتْ فتاةٌ مِنَ الضوءِ
كالسَّلْسبيلِ المُقَطَّرِ تَهْمي
عَلَى الرُّوحِ
كالنيلِ في العُنْفوانِ الأصيلِ ...
فَقُلْتُ : وَقَفْتُ عَلَى جَبَلِ
الصَّمْتِ
يا جُلَّنَارَ الشَّمالِ
وجِئتُ مِنَ الغَيْبِ
كالأنبياءِ
وبالأمسِ كَانَ الخيالُ خَليلي ...
أنا .. مَنْ أنا ؟
تشتهيني المَسافاتُ
تَرْمَحُ في جَسَدي المُعْجزاتُ
أسيرُ وحيدًا
وأَحْمِلُ في جَيْبِ قَلْبي نَخيلي ...
أَنَا قَادمٌ مِنْ قُرًى
لَمْ تَطَأْهَا خُطَى المُحْدَثينَ
ولَمْ تَدْخُلِ التكنولوجيا
بِكَامِلِهَا في مَنازِلِهَا
لمْ تَزَلْ في سَلاسِلِها
رَفَلَتْ في خَلاخِلِها
ناسُهَا الشُّعَراءُ الأوائلُ
مِنْهُمْ خُيولُ القصيدةِ تَعْرِفُ
مَعْنَى الصَّهيلِ ..
أنا .. مَنْ أنا ؟
مَرَّ فَوْقي قِطارُ الخَسَاراتِ
واسْتَنْزَفَتْني المحطَّاتُ
حَطَّ الغُرَابُ عَلى كَتِفي
وابْتَنى مِنْ عِظَامي بُيوتًا
ولَمْ أمْتَلِكْ غَيْرَ صَبْري الجميلِ
...
أنَا دَهْشَةُ الكَلِمَاتِ عَلَى
دَفْترِ المُتَنبِّي
ومَوْسَقَةُ الطَّرَبِ المُشْتَهَى
في عَروضِ الخليلِ ...
أنا مُمْكِنُ الخَطْوِ لَمَّا يَزْلْ
مُسْتحيلي ...
أنا .. مَنْ أنا ؟
أحْتَسي قهوتي في الليالي
يُصاحبُني سَهَري أو يُرافقُني سَفَري
نَامَتِ الأغنياتُ بِحِضْني
وأَلْقَتْ فَتَاةٌ بَسَاتينَهَا في
طريقي الطويلِ ...
أنا حينَ جَادَ الزَّمَانُ البخيلُ
بشيءٍ
رَمَى نَصْلَهُ في فؤادي الهزيلِ ...
أنا تائهٌ في زحامِ المدينةِ
تنفضُني عَنْ شَوارِعِها كالغُبَارِ
وتَنْحَتُ في جَسَدي الهَشِّ
بالأجَنَاتِ
وتَسْقي حَدَائقها مِنْ دموعي وصمتي
النبيلِ ...
أنا .. مَنْ أنا ؟
لَسْتُ أَعْرِفُ لَكِنْ
أسيرُ بلا وجهةٍ في البلادِ
فَمُدِّي يَدَيْكِ
لَعَلَّ الطَّريقَ الطويلَ يُكَلِّلُ
خَطْوي
بِوَرْدِ الوصولِ ...







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)