نشيدٌ أخيرٌ في حضرةِ الحب - أحمد جمال مدني | القصيدة.كوم

شاعرٌ مصريٌّ. أتاكمْ وقد ضاقتْ على حُلْمِهِ الأَرْضُ ولم يَبْـقَ مـنه الآنَ كلٌّ ولا بعْضُ وحـيداً يزورُ الحُـزْنُ دوماً فراشَهُ.


2184 | 0 | 0 | 1




كأسرى حروبٍ
على سُلَّمِ الوقتِ ينتظرون
انتظرتُكِ
كالشمسِ حين تطلُّ
على قمحِنا في الصباحِ
أتيتِ
لأوّلِ يومٍ
سأذكرُ أنَّ
انتصارًا يليقُ بمرِّ انتظاري
وأنَّ القريبَ بعينيَّ ليس بعيدْ ..
لأوّلِ يومٍ أراني سعيدْ ..
كطفلٍ
يشدُّ الصباحَ بليلةِ عيدْ ..
فمنذ اشتعالينِ
كنتُ أراني على هذه الأرضِ
كالضوءِ أمضي
وحزني زجاجُ ..
يؤخِّرُني ذلكَ الجذبُ
والعذبُ ملحٌ أُجاجُ ..
رأيتُ
السماءَ مُعَطَّلةً
والمسافاتِ أطولْ ..
رأيتُ
اكتمالًا يقولُ :
تَجَلَّ لنقصِكَ
فالنقصُ أكْمَلْ ..
رأيتُ
الحقيقةَ تركضُ خلفي
ودمعي يقولُ :
تجلَّ لحزنِكَ
فالحزنُ أجْمَلْ ..
....................
المَوْعِدُ
المَقْصِدُ
المقصودُ
.............. قُلْتُ : دَنَا
النازِفُ
الواقِفُ
المذبوحُ
.............. قُلْتُ : أنا
الساطِعُ
السِّرُ
حِلُّ السيرِ
.............. قلتُ : دمي
الغُرْبَةُ
الحُرْقَةُ
الأحزانُ
.............. قلتُ : هنا
أمضي
كأني سَرَابٌ شَدَّ قاصِدَهُ
مُشَرَّدٌ
في ضياعٍ يبتغي سَكَنا
رأيتُ
قلبي ينادي وَهْوَ مضطربٌ :
أولى بكَ
الحزنُ يا هذا فكنْ شَجَنا
.........................
أنا
الولدُ الغَضُّ
عودي فعودي إلى صوتِهِ
يا أغاني ..
تراني إذا لاحَ للروحِ حزنٌ
ولو أزهَرَتْ وردتانِ تراني ..
فيا بنتُ
منذ التقيتُكِ
والروحُ ترقصُ
في جسدي كالدخانِ ..
ويا بنتُ
ريقُكِ رَضُّ
وبُعْدُكِ مَضُّ وقولُكِ قَرْضُ
وأرضُكِ نَوْضُ
وغَيْضُكِ فَيْضُ وجَدْبُكِ رَوْضُ ..
رضاكِ النوافلُ والحبُّ فَرْضُ ..
فمنذ التقيتُكِ
لا الأفْقُ أفْقٌ ولا الأرْضُ أرْضُ ..
ففي حضرةِ الحبِّ
سَبَّحْتُ باسمِ الذي يصطفينا لذلكْ ..
فنظرتُكِ
السُّكْرُ تأخذُ روحي
وتنأى بها عن حدودِ الممالكْ ..
هنا
القُرْبُ أصدقُ والصدقُ أقربُ مما نَظُنُّ ..
نُجَنُّ
وما أجملَ الحبَّ حين نُجَنُّ ..
نُغنِّي ونحنُ ننادي الجميعَ :
تعالوا إلينا وغَنوا ..
نطوِّحُ في الأفْقِ
أحزانَنَا ثم نرقصُ مثل السكارى ..
نضمِّدُّ بالحبِّ
أجراحَنا ثم نفتحُ أبوابَنا للحيارى ..
نزوِّجُ للنورِ
أحلامَنا البكْرَ
تخضرُّ هذي الفيافي
ونضحكُ في الليلِ هذا النهارا ..
هو الحبُّ
فارسُ هذا الزمانِ
دعانا فقمنا إليهِ ..
عليهِ السلامُ
فكل انتصارٍ يليقُ بنا
كان من ساعديهِ ..
فيا بنتُ
والعُمْرُ يزهرُ عُمرًا جديدًا
وقلبي يغني
لتقبلَ خطوي إليكِ المسالكْ ..
إليكِ
النشيدُ المسيرةُ والعمرُ
روحي كذلكْ ..
أغني
على قمةِ الروحِ وحدي
ففي حضرةِ الحبِّ
سبَّحْتُ باسمِ الذي يصطفينا لذلكْ ..
ــــــــــــــــــــــــــــ






الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: