في غُرَّةِ البوح - أحمد جمال مدني | القصيدة.كوم

شاعرٌ مصريٌّ. أتاكمْ وقد ضاقتْ على حُلْمِهِ الأَرْضُ ولم يَبْـقَ مـنه الآنَ كلٌّ ولا بعْضُ وحـيداً يزورُ الحُـزْنُ دوماً فراشَهُ.


1714 | 0 | 0 | 0




مَالَتْ
عَلَى قَلْبيَ المتْبولِ
بالرَّاحِ
أُزيحَ بابي
تَبَدَّى كَشْفُ إصْباحي

مَنْ أنْتَ ؟
قالت
غريبٌ جِئْتَ ؟
قُلْتُ لَهَا :
هذي عَصايَ
وهذا بَوْحُ أَلْواحي

أنا الغريبُ
الذي لا أرْضَ تَسْكنُهُ
أمْضي
وتَمْضي ورائي
كلُّ أشْبَاحي

فكُلَّمَا جِئْتُ
عُدتُ الخطوَ مُنْكسرًا
وكُلَّمَا تُـقْـتُ
سكِّـيـنٌ لِـذَبَّـاحِ

أنا الذي
يُبْعِدُ الأحْزانَ
في أَمَلٍ
ومُرْغَمًا
تَسْكُنُ الأحْزانُ
أفْرَاحي

أنـا السمــاويُ
أَرْضيــــونَ في دَمِهِ
سَتُحْجَبُ الشمْسُ
لو أشْعَلْتُ مصْباحي

أتيتُ
يا جُلَّـنَـارَ العُمْـرِ
يَسْكُبُني
هذا الذي لا أرى
خَمْرًا بأقْداحِ

أتيتُ
منْ رَحِـمِ الأحـزانِ
مُتَّكئًا
على غنائي
وهذا البَوْحُ مفتاحي

زرعْتُ
في أرْضِ قلبي
لحْنَ أغْنيةٍ
ولمْ أُصَفِّــقْ
للـصٍّ أو لـسَفَّـاحِ

أتيتُ
والسنْبُلاتُ الخُضْرُ
فوقَ يدي
لأمنَحَ
الحرْبَ زيتوني وتفاحي

قالتْ
وماذا دَهَاك ؟
الساكنون هنا
أجْسَادُ حُزْنٍ
مَشَتْ منْ غيرِ أرْواحِ

ناديتَ
يا ناسُ
فاسْتَغْشوا ثيابَهُمُ
وكلما جئتَ
دَقّوا الراحَ بالرَّاحِ

والآن
في صَمْتِكَ المشْهودِ
لا لُغَةٌ
تُفْضي
إلى مَقْصدٍ إلا بإفصاحِ

فقلتُ
والأغْنياتُ البيضُ
تحملُني
ودمْعَةٌ
في يدي
والدَّمْعُ فَضَّاحي

والحُبِّ
لا شئَ غيرُ الحبِّ
حَرَّكَني
ويُفْسِدُ الحبَّ
منْ يأتي بإيضاحِ

وحدي
أداوي _لديهمْ _ ما تَكَبَّدني
وأفْرشُ
العُمْرَ بُسْتانًا لترْتاحي

هذا الظلامُ
الذي ما زالَ
في دَمِهِمْ
مهْما طَغى
سوف يأْتينا بإصْباحِ

ويُثْمِرُ الوقْتُ _يا أصْحَابُ_ مَوعِدَنا
نمْضي
بنورٍ على
الأهْدابِ وَضَّاحِ

هذا سيحْدثُ
لو جاءتْ
وفي ثِقَةٍ
مالتْ
على قلبيَ المتْبولِ بالرَّاحِ
---------------








الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)