الأخريات - رشا زقيزق | القصيدة.كوم

شاعرةٌ مصريّةٌ. تحافظُ على صوتِ المرأةِ الشاعرة. وتمتدُّ منه وإليه.


1725 | 0 | 0 | 0




والأخرياتُ عرفنَ مثلي
كيف يعبرنَ التَّماسَّ مع الحياةِ
خيانةَ الأملِ الوحيدِ
الأخرياتُ
قطعنَ أحبالَ التَّناغمِ والرياحُ تميطُ عن قلبي المرارةَ
كلُّهُنَّ يجدنَ توبيخَ الصِّغارِ
على محاولةِ التَّمَلُّصِ من دساتيرِ الطُّفولةِ
بل ويعرفنَ الكثيرَ عن الحبيب ِ ال لا يجيءُ- وإن أتي-
يغسلنَ بالشفقِ الوقورِ غبارَ يومٍ باهتٍ

يطبُخنَ بالصبر الدُّعاءَ لبنتِ جارتهنَّ، قلن:
تروحُ
أو
تبقى بشاشتها لينتصرَ الحنانُ اليومَ
أو ترتاحَ نحلتُها من التحليق في قبوِ الغيابِ غدًا
ولا يعجنَّ إلا في شروقِ القلبِ فتنَتهنَّ
والمنسيَّ في أشلاء ضحكتهنَّ
هنَّ تلاوةٌ صدحت بفجرِ الرُّوحِ
غازلهنَّ فانكشفت له سيقانُ دهشتهنَّ
لم يفلحنَ في التَّطوافِ إلا في سماء //الإلف// والمهجور في تحنانِ قهوتهِ
وعصفورٌ يصدُّ جناحهُ المبتورَ عن دمعٍ يناجيه
يسجِّي حبَّهُ النَّعسانَ
شريانًا يفضُّ الليلُ لوعتهُ
وهنَّ مواقدٌ دارت بكفِّ جناحه الطوَّافِ
أفَّاقٌ هو الليلُ الذي أفتى ببتر الحلمِ عن شبَّاكِ عاشقةٍ
تروضُ نبضها الملتاعَ
كي يلقى أحبَّته أقلَّ خسارةً للآه
ترفلُ في سرابٍ طالَ مثلَ الأخرياتِ غَوت
وليسَ الآنَ ثمَّ نجاة

السَّابحاتُ بليلنا المرتابِ من حضن النَّهار الغضِّ
كحلةُ أرضنا الحبلى بآدمنا
تهيِّئه لإحدانا
لريمٍ تهدِلُ الأنهارُ في يدها
يقاسمها احتضارَ البوحِ
تقرعُ بابهَ التَّيَّامَ
ناسيةً قلوبَ الأخرياتِ خوَت
وما أخلت دمَ الذِّكرَى.









الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)