0 تقييم
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
-1-
مَحَطَّةُ صَبْرٍ عَلَى بُعْدِ فَدَّانِ حُزْنٍ..
وَأُنْزِلُ فِيهَا دَقَائِقَ عَامٍ عَجُوزٍ
رَكِبْنَ قِطَارِي..
وَأَتْخَمْنَهُ بِحَقَائِبِ أَسْفَارِهِنَّ الْحَيَارَى..
وَأُنْزِلُ شَيْخًا تُعَمِّمُهُ تَوْبَةٌ عَنْ أَمَانيِّهِ
وَجُبَّتُهُ أَعْلَنَتْ غَرَقَ النَّسْجِِ فِي دَمْعِهِ
وَفَرَّطَ حَبَّاتِ سُبْحَتِهِ الْمُؤْمِنَاتِ بِأَحْلامِهِ
وَيَرْكَبُ عَامٌ بِغَيْرِ عَرُوسٍ..
وَلَكِنَّهُ يُنْجِبُ النَّاسَ فِي عَرَبَاتِي
(ومِنْ غَيْرِ إِذْنِي..)
وَيَسْرِقُ مِنْ مُقْلَتِي طُرُقَاتِي
وَيُبْدِلُنِي شَمْعَةً لا تَرَى غَيْرَ إِبْرَةِ ظَنِّي
وَيُطْعِمُ سُنْبُلَةَ الصَّبْرِ مِنْ لَحْمِ شِعْرِي
وَعَظْمِ حَيَاتِي
وَيَحْبِسُنِي فِي زُجَاجَةِ نَبْضٍ مُثَقَّبَةٍ
كَيْ يَرُشَّ قَلِيلاً عَلَى طَبَقِ الْيَوْمِ مِنِّي
قَدِيمًا..
وِفِي عِيدِ مِيلادِ حُزْنٍ لَهُ (سِنَّتَانِ) مِنَ اليُتْمِ..
أمِّي اشْتَرَتْ لِي قِطَارًا صَغِيرًا..
يَفِرُّ عَلَى سِكَّةٍ لَحْمُهَا مَعْدَنِيُّ مُلَوَّنْ
يعشِّمُنِي حَبْوُهُ فِي رُجُوعِ أَبِي مِنْ جَوَاز سَفَرْ
فَيَغْسِلُ صَوْتِي بِدِفْءِ اسْمِهِ الْمُنْتَظَرْ
مَلأْتُ قِطَارِي الصَّغِيرَ حَقَائِبَ مِنْ ِكَذِبَاتِ الطُّفُولَهْ
رَشَوْتُ الْقَضِيبَ بِكُلِّ الْحَكَايَا الّتِي قَرَأَتْهَا
مَوَاجِعُ أُمِّي بِصَوْتِ الزَّفِيرِ الْمُسِنِّ
عَلَى بَابِ دَعْوَتِهَا الْمُتَخشِّبِ دَمْعًا..
وَأَقْفَالُهُ مُتْخَمَاتٌ بِمَعْدَنْ
وَعَلَّمْتُ طِفْلَ هُرُوبِي الْمُلَوَّنَ:
كَيْفَ يَرَتِّلُ أَحْرُفَ سِكَّتِهِ..
مُسْتَجِيبًا لِسَمْعِ انْتِظَارٍ طَوَيلٍ أَمَامَ الْبُيُوتْ
وَيُعْطِي الْمحَطَّاتِ -مِنْ ثَمَرِ الصَّوْتِ- *تُوووتْ*
وَلَكِنْ... قِطَارِي الصَّغِيرُ تَعَلَّمَ حِفْظَ الْجَمِيلْ
فَأَوْصَى الْقِطَارَاتِ أَنْ يَحْمِلُونِيَ فَوْقَ كُفُوفِ الرَّحِيلْ
وَأَنْعَمَ حُزْنِي عَلَيَّ بِرِزْقِ الْهُرُوبِ..
وَأَسْفَارِ صَبْرٍ طَوِيلَهْ
-2-
قَمِيصِيَ دَارِي
وَلِي فِي يَدَيَّ مَرَاكِبُ حُلْمٍ..
وَبَحْرٌ مِنْ الْحِبْرِ فِي قَلَمِي
{.. أَيُّ بَحْرٌ يَعِيشُ بِقَلْبِ الْمَجَادِيفِ هَذَا؟!..}
وَأَوْرِدَتِي فِي هُرُوبِي صَوَارِي
-3-
أَنَا الْوَلَدُ الْقُرَوِيُّ..
وَوَجْهِيَ سَجَّادَةٌ لِلْقَصِيدَةِ حِينَ تُصَلِّي..
وَحَقْلٌ يَتِيمٌ مِنَ الْوَرْدِ يَبْحَثُ عَنْ حِضْنِ فُلِّ..
وَمَزْرَعَةٌ سَنْبَلَتْ فِي رُبَاهَا بُرُودَةُ لَيْلِي...
وَذَاكِرَةٌ مِنْ سُطُورِ الْمَسَاءِ الَّتِي
عَشَّشَّتْ بَيْنَهَا هَمَسَاتُ الْهِلالِ
فَمَا لِلطَّرِيقِ الْمُعَبَّدِ بِالْبُعْدِ وَالْعَرَبَاتِ..
وَمَالِي!!
وَمَا لِلْمَحَطَّاتِ تَبْصُقُ رِجْلَيَّ دَوْمًا عَلَى
كُلِّ سَيَّارَةٍ وَقِطَارِ
وَتَبْلَعُنِي
-كَيْ أُبَلِّلَ رِيقَ النَّهَارِ-
مُعَدِّدَةٌ مِنْ رِمَالِ الصَّحَارِي
وَصَفَّارَةُ الْقُطُرِ (الْمُسْتَقِيمَةِ فِي بُعْدِهَا) هِيَ: دَارِي
وَزِنْزَانَةٌ مِنْ هَوَاءٍ لِتَلْتَقِمَ الْغُرَبَاءَ بِغَيْرِ جِدَارِ
قَضَيْتُ بِصُفْرَتِهَا مِنْ حَيَاتِيَ
سَبْعًا وَعِشْرِينَ نَارًا..
وَمَا زِلْتُ أُحْرِقُ لَحْمَ انْتِظَارِي