الشَّمْعُ تَبَنَّاهُ النَّفْيُ..
أَنِينِي يُصْغِي لِقَوَانِينِ الظُّلْمَةِ..
وَالْعُزْلَةُ تُأْخُذُ فُرْصَتَهَا فِي جُمْهُورِيَّةِ إِحْسَاسِي..
وَالذِّكْرَى فِي بَدَنِي تَتَنَفَّسْ

شَعْبٌ مِنْ نَبْضِي تُغْرِقُهُ فِي بَحْرِ دَمِي
عَاصِفَةٌ مِنْ شَرْقِ الْحِسْ

وَسُخُونَةُ دَمْعِي سَمْرَاءُ عَلَى خَدَّيْ نَوْرَسْ

الْمَاءُ يُخَاصِمُ أَشْرِعَتِي..
وَيُسَافِرُ مِنْ عَيْنَيَّ الشَّطُّ..
و مُضَّجِعٌ جَبَلُ الليْلِ عَلَى كَتِفَيْ مزْمَارِ البَحَّارْ
وَالنَّوْرَسُ يَبْتَلُّ بِرَائِحَةِ الْحُزْنِ الْبَحْرِيِّ..
فَيَبْكِي الرِّيشُ عَلَى خَدَّيَّ..
لِيُغْرِقَ فِي عَيْنِي عَطَشَ الْبَحْر إِلَيْكِ..
ولكنّ سَحَابِي الزَّاهِيَ فِى عَيْنَيْكِ الْمُعْشَوْشِبَتَيْنِ أَبَى
أَنْ يَلْبِسَ جِلْدَ الأمطارْ
أَسْأَلُ يَا عَيْنَيْهَا: عَنِّي!
عَنْ حَبَّةٍ نَبْضٍ تُدْنِيهَا شَفَتَاها كَيْ تُطْعِمَ مِنْهَا طِفْلَةَ أُذُنَيَّا

وَبِعِيدَانِ الْعُشْبِ الْخَضْرَاءِ
تُعَلِّمُنِي هَمْسَةُ أُصْبُعِهَا أَنْ أَكْتُبَ أَحْلامِي بِيَدَيَّا

وَأُرَافِقُ أَجْنِحَةَ العُصْفُورِ إِلَى ذَاكِرَتِي
فَتُصَادِقُنِي أَمْوَاجُ الْبَحْرِ إِلَيْكِ..
أُدِرُّ عَلَيْهَا مِنْ بَحْرَيْكِ الصُّوفِيَّيْنِ لآلِئَ طِيبَتِهَا..
وَيَوَاقِيتَ حَنَانِكِمَا..
وَتَعُودُ اللقْيَا لِحُرُوفِي عُشّا؟!
أَسْأَلُ:
كَيْفَ يُوَافِقُ بُسْتَانٌ أَنْ يَفْطمَ زنْبَقَةً عَطْشَى؟!
أَسْألُ:
هَلْ تَتْعَبُ عَيْنُ الْبَحْرِ
إِذَا وَصَلَتْ دَمْعَةُ فَرْحَتِهَا لِشُطُوطِ الْعَوْدَةِ؟!
فَالنَّوْرَسُ صَارَ رَمَادًا فِي قَلْبِي تَذْرُوهُ الْغُرْبَهْ
وَالشَّمْعَةُ -بَعْدَ وَفَاةِ الضَّوْءِ الشَّائِبِ- مُكْتَئِبَهْ
وَالْوَقْتُ الزَّاحِفُ فِى شرْيَانِى
طَلَعَتْ -مِنْ شَدْوِ الْحُزْنِ عَلَى فَمِهِ- حَبَّهْ
وَعَلَى طَرْفِ لِسَانِى طِفْلٌ عَارٍ؛ يَتَمَنَّى لَوْ يَلْبسُ ثَوْبَهْ