سيرةٌ ليليَّةٌ ”لقِطّ“ - مرسي عوَّاد | القصيدة.كوم

شاعرٌ مصريٌّ (1980-) ثبَّتَ تجربتَه شعريّاً ونقديّاً كإحدى التجارب المهمة في المشهد الشعربي المصري والعربي.


2133 | 0 | 0 | 0




”كم سؤالًا لدى القِطَّة؟!“
(بابلو نيرودا)
..........................................

ساعةٌ... ساعتانْ
.
.
.
... وسينكسرُ الوقتُ
هل أتلو الآنَ صلاتي
أم ما زالَ بمصباحيَ زيتُ؟
.
.
.

ساعةٌ... ساعتانْ

1-
مرثيَتي جاهزةٌ منذُ سنينَ
هنا... في رأسِـ(ـي) المسكينْ
لا تحتاجُ سوى بضعِ دقائقَ للتَّدوينْ
... بضعِ دقائقَ كي أتأمَّلَ
- في حالي الكائنِ -
ما قد كانَ وما سيكونُ
وأكتبَ آخرَ سطرٍ في سِفْرِ التَّكوينْ
أنا لا مانعَ عندي من بعضِ الموتِ
أجرِّبُهُ ثمَّ أعودُ
ولكنِّي أنظرُ في عينِكِ
فأموتُ حنينْ

ساعةٌ... ساعتانْ

2-
لو أمهلَني الوقتُ قليلًا، لأعدتُ
الأشياءَ كما كانتْ ولعدتُ أنا حرًّا؛
أُمسِكُ بالوقتِ متى شئتُ وأكسرُهُ ألفَ
شظيَّةْ
أ نــــــــــا لا أحتاجُ إلى أيِّ
وصيَّةْ
لا أحتاجُ...! ولا أحتاجُ إلى عينيكِ
لأعرفَني
أو أعرفَ أنَّ الرِّحلةَ
- فوقَ شظايا الوقتِ... بلا عينيكِ -
من المجهولِ إلى المجهولِ
عصيِّةْ
لكنِّي محتاجٌ جدًّا
أن أبقى في عينِ امرأةٍ
- غيرِ عيونِ القُرَّاءِ -
قصيدةَ شِعرٍ مَنسيَّةْ

ساعةٌ... ساعتانْ

3-
ماذا لو أنِّي
أخرجُ من جسدي البشريِّ
ومن ضيقِ الكلماتِ إلى أفقِ المعنى
... أنقُضُ في الوقتِ المتعالي
سورَ الوقتِ الفاصلَ بينَ (...) وبينَ (...)
... أتحرَّرُ مِنكِ ومن نفسي
وأعودُ - كما كنتُ - الفكرةَ...
والفكرةُ لا تفنى
ماذا لو...
لو أنَّ (...)؟!

ساعةٌ... ساعتانْ

4-
عندي ما يكفي
كيما أتركَهُ
وأمرَّ من البابِ الخلفيِّ
فلا أُزعِجَكِ ولا أُزعِجَ أحدا
لكنِّي أخشى أن أُجفِلَ قططَ الدُّنيا
وهْيَ هناكَ تُلملِمُ أرواحَ المارينَ
لتحيا أبدا
أخشى أن يُخطئَ قِطِّي، فتهيمَ الرُّوحُ
هنا وهناكَ
فلا أسكنَ، من بعدي، جسدا
الآنَ
على بوَّابةِ (پوپَاسْتيسَ) أدقُّ
فيا معبودتَنا القطَّةَ (پَاسْتِتْ)
مددًا... مددا!

ساعةٌ... ساعتانْ

5-
تحكي أمِّي
أنَّ توائمَ قريتِنا قططُ الليلِ...
إذا ناموا
وتحذِّرُ أمِّي
أنَّ نضرِبَ قِطًّا في الليلِ
فنُوجِعَ طفلًا-قِطًّا من أطفالِ
الجيرانِ
إذا ما هاموا
وتعاتبُ أمِّي جارتَنا أن منعتْ قططًا من
أن تأكلَ
والقططُ المسكينةُ أيتامُ
وتقولُ
- وأمِّي لا تكذبُ -:
توأمُكُ المفقودُ غُلامُ

ساعةٌ... ساعتانْ

6-
لي
كلَّ مساءٍ
أن أبحثَ عن نصفي الآخرِ
بالنِّصفِ المنذورِ إلى النِّسيانْ
... أخرجَ كالقططِ
فأُزهِقَ رُوحًا رُوحًا من أرواحي
السبعةِ
علِّي أعثرُ في الثَّامنةِ على الإنسانْ
... أتعثَّرَ في جسدي وأقومَ أصُرُّ
بمنديلي الأحزانْ
... أَعلَقَ بسؤالٍ كونيٍّ
فأقولَ: الآنَ؟
يقولُ:
الآنْ

ساعةٌ... ساعتانْ

7-
الآنَ
أُغافِلُ صيَّادي وأمرُّ - كما جئتُ -
وحيدا
أنسى ما أنسى
لكنِّي أتذكَّرُ عينَكِ كلَّ صباحٍ
لأعودا
الدُّنيا لا تمنحُ عيدًا إلَّا لو سلبتْ
من أهلِ الدُّنيا العيدا
ما زلتُ أُطارِدُ ظبيَ الوقتِ
وما زلتُ طريدا

ساعةٌ... ساعتانْ... ساعةٌ...
ينكسرُ الـ و. ق. تْ.
...
..
.
________





الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: