”أنت ترى أشياء موجودةً وتقول ’لِمَ؟‘
وأنا أحلم بأشياء لم توجدْ قطّ وأقول:
’لِمَ لا؟‘“
(جورج برنارد شو)
.........................................

’كانَ يا ما كانَ‘
يا ’سِتَّ البناتْ‘
كيفَ تحكي لي
عيونٌ في سُباتْ؟!

قبلَ بَدءِ البَدءِ
ما كانَ سوى قلمٍ يكتبُ
لكنْ شَفَراتْ

ثُمَّ كانَ (اللَّوحُ)
في مكتبةٍ ضخمةٍ
تحفظُ كلَّ الأُمَّهاتْ

ربَّما حاولَ أن يقرأَهُ
مَلَكٌ ما
من هُواةِ المكتباتْ

ربَّما...
وابتسمَ اللهُ لهُ
فأضاءتْ في السَّماءِ السُّبُحاتْ

ربَّما...
ثُمَّ دعا اللهَ
ومن وقتِها
يدرُسُ في فقهِ اللُّغاتْ

ربَّما... (؟)
أو...
ربَّما في وقتِها
خطفتْ (آدمَ) أُولى الدَّهَشاتْ

نخلةُ الإيپسْتِمُولُوچْيا التي
طرحتْ تفَّاحةً..
لا بَلَحاتْ

... ورَّطتْهُ في الأساطيرِ
ولم يستطعْ من بعدِ ذاكَ الانفلاتْ

عالقٌ (آدمُ) في الأسماءِ؛
لم يقرإ المكتوبَ في بابِ الصِّفاتْ

منذُ (هابيلَ)
وأرضُ اللهِ لا تحذفُ التَّاريخَ
من نَصِّ الرُّفاتْ

وَثَّقَتْنا في الحواشي
قبلَ مَتنِ (ابنِ سلَّامَ)
وقبلَ الطَّبَقاتْ

قالتِ الأرضُ (...)..
ولم نسمعْ لها
ثُمَّ قالتْ أنْثُرُوپُولُوچِيَاتْ

كانَ فيما كانَ قبلًا
(آدمٌ) ما
وما كانتْ لهُ (حَوَّا)
فماتْ

قبلَ (نُوحٍ)
كانَ (نُوحٌ) غيرُهُ
أغرقتْهُ في المجازِ المعجزاتْ

لم يزلْ يخطو
إلى طوفانِهِ
واثقًا أن لا نجاةٌ في النَّجاةْ

يصنعُ الفُلْكَ
- الَّذي من ورقٍ -
ثُمَّ يذروهُ بوجهِ البَوصَلاتْ

يركُز المجهولَ
في لافتةٍ
أينما ملَّ وصايا اللَّافتاتْ

غُربةً
في غُربةٍ
في غُربةٍ
يفتحُ المنفى
على كلِّ الجهاتْ

بينَ قوسينِ {أتى}
ثُمَّ {مضى} بينَ قوسينِ..
ولم تُبصِرْهُ ذاتْ

عاشَ...’يا ما‘ عاشَ
لكنْ
مثلما شاعرٌ
في نَصِّهِ عاشَ وماتْ

ليسَ يعنيهِ سؤالُ اللَّيلِ:
في أيِّ بيتٍ
شاعرُ الأبياتِ باتْ؟!

هكذا
لا يحتفي بالنَّصِّ
أو يكتفي بالغوصِ وسطَ الفلسفاتْ

(كلَّما مرَّ عليهِ ملأٌ)
خبَّأَ المعنى وراءَ المفرداتْ

’كانَ يا ما كانَ‘
يا ’سِتَّ البناتْ‘
ثُمَّ عاشا ’في تباتٍ ونباتْ‘.