الخروج من ”تنويمة الجياع“ - مرسي عوَّاد | القصيدة.كوم

شاعرٌ مصريٌّ (1980-) ثبَّتَ تجربتَه شعريّاً ونقديّاً كإحدى التجارب المهمة في المشهد الشعربي المصري والعربي.


1957 | 0 | 0 | 0




”نامي جياعَ الشَّعبِ نامي *** حرستْكِ
آلهةُ الطَّعامِ“
(الجواهريّ، ”تنويمة الجياع“)
......................................................

انتحاريُّونَ ينوونَ انقلابا
لغَّموا الأرضَ
وداسوها..
عِتابا

خاصموا أحلامَهم
واحتملوا
أن يمرُّوا بالعَذاباتِ عِذابا

حدَّقوا فيكم
ولمَّا لم ترَوْا
أذَّنوا:
يا ليلُ
أشعِلْنا قِبابا

فخَّخوا أيَّامَهم وانفجروا
- في حضورٍ مهرجانيٍّ -
غيابا

كانَ ”مِلحُ الأرضِ“ مِن أسمائهم..
واحتباسٌ ما حراريٌّ
أذابا

خانَهم تشبيهُهم
في زمنٍ
حلَّقَ التَّأويلُ بالمعنى
وغاباا

كلَّما قيلَ لهم:
مَن أنتم؟
ذرَّتِ الأرضُ على الأرضِ الجوابا

كَتبتْ أسماءَهم
ثمَّ مَحتْ
خوفَ أن يفتنَ كلُّ اسمٍ كتابا!

لا دراويشُ..
وإن هم أشبهوا (المَولَوِيِّينَ)
انْعتاقًا وانجذابا

يرفعونَ الرَّايةَ البيضاءَ أنْ:
هكذا ننأى لنزدادَ اقترابا

هكذا يا موتُ
يحتالُ الضَّحايا
ولا تهزمُهم إلَّا... انسحابا

يدخلونَ الآنَ تاريخَ الَّذي
قالَ:
يا مولايَ
أرجعني ترابا

رغمَ أنَّ اللهَ قد قالَ لهم
يا عيالَ اللهِ،
لم نألفْهُ حابى

لم يرَوْا من جَنَّةِ الوعدِ
سوى أنَّها في الأرضِ قد حُفَّتْ عَذابا

منذُ أن كانوا
وهم جَوعى
وفي كلِّ يومٍ يدفعُ الجَوعى الحسابا

فجأةً - يا ربِّ - مَلُّوا
فجأةً
أمطروا الدُّنيا وأهليها سِبابا

حاولوا معنًى
ولمَّا أُعجِزوا
علِقوا في أفُقِ المعنى ضبابا.







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)