15/ 4 - مرسي عوَّاد | القصيدة.كوم

شاعرٌ مصريٌّ (1980-) ثبَّتَ تجربتَه شعريّاً ونقديّاً كإحدى التجارب المهمة في المشهد الشعربي المصري والعربي.


2008 | 0 | 0 | 0




”وُلِدتُ في برجِ الحَمَلْ / برجِ
المجانينِ الَّذينَ قرَّروا / أن يسرقوا
من السَّماءِ النَّارْ“
(نزار قبَّاني)
.........................................

كانا هناكَ
وكانتِ الأرضُ - الَّتي رحُبتْ - تضيقْ
بنتٌ على يُتمِ الطَّريقِ تحنُّ
والولدُ: الطَّريقْ
نظرتْ إليهِ، رأى...
فأوَّلَ:
إنَّما الدَّربُ الرَّفيقْ
مشَيَا إلى (النِّيلِ) العظيمِ
فلم يَفِضْ ليَبُلَّ ريقْ


دقَّا
على بابِ الحياةِ..
ولا حياةَ لأيِّ بابْ
سُئلا ليفتَحَ..
لم تكنْ ’تحويشةُ العمرِ‘ الجوابْ
دُفِعا
إلى بهوِ انتظارِ الدَّاخلينَ
إلى العذابْ
وهناكَ
كانَ هناكَ
كانَ هناكَ
كلُّ صَبًا مُصابْ


في الشَّارعِ المنسيِّ
حيثُ النَّاسُ ذاكرةُ البيوتْ
هدلتْ يمامتُهُ
فطارَ وحطَّ...
حطَّ أبي بقُوتْ
هدلتْ...
فيا ماءَ الرِّضا، توتًا
فلم يكُ، بعدُ، توتْ
في الشَّارعِ المنسيِّ
عاشا..
والحياةُ بهِ تموتْ


أمِّي
تُؤذِّنُ للحياةِ الآنَ
[حَيَّ عليَّ حَيّ]:
يا رَبِّ، هَبْ لي مِن لَدُنْكَ
نداؤنا أبدًا خَفِيّ
إنَّا عِيالُ اللهِ
واللهُ الكريمُ بنا حَفِيّ
نادتْهُ أن:
هَبْ لي بُنَيًّا
قالَ:
ولْيَكُنِ النَّبِيّ


في يومِ (الاثنينِ)
الموافقِ نصفَ (أبريلٍ)
أتَيتْ
قالتْ ليَ (الأبراجُ):
كن حَمَلًا
فقلتُ:
... وإن أبَيتْ؟
قالتْ:
... كما ضحَّى (المسيحُ الحيُّ) حُبًّا
فاسـتحَيتْ
وعلى صليبِ الحبِّ
أرضَيتُ المشيئةَ
وارتضَيتْ


يا ربِّ
لم نعشقْ لنشقى؛
الشُّوقُ في الدُّنيا مشانقْ
والنَّاسُ إمَّا (...) أو (...)
وكلُّ النَّاسِ
كلُّ النَّاسِ عالقْ
لمَّا رأيتُ أبي يُطاوِلُ حزنَهُ،
والحزنُ شاهقْ،
آمنتُ أنَّ الحبَّ مخلوقٌ
وأنَّ الحزنَ خالقْ


يا ربِّ
كيفَ أبي البسيطُ
يُعلِّمُ النَّخلَ الوقوفْ؟!
ويقولُ:
يا ولدي
ضيوفٌ
نحنُ في الدُّنيا
ضيوفْ
في غفلةٍ من حارسِ التَّاريخِ
تنتظمُ الصُّفوفْ
اِغرسْ مكانَكَ
هكذا أبطالُ فانتازيا الظُّروفْ


لا تدخلِ التَّاريخَ مقهورًا
كما أسرى الحروبْ
اِذهبْ إلى ماضيكَ
واحْكِ عن الهزائمِ..
لا هروبْ
الآخرونَ
جمالُهم مكياچُ
لا يُخفي العيوبْ
فافخرْ
بكلِّ جروحِ روحِكَ
أنتَ أجملُ
في النُّدوبْ


قلتُ:
السَّلامُ على أبي
وعلى ملايينِ الجياعْ
وعليَّ يومَ وُلِدتُ...
يومَ أموتُ
في الوطنِ/الصُّداعْ
منفايَ حبَّةُ (أسبرينَ)
بلعتُها دُونَ اقتناعْ
وعجبتُ
كيفَ إذنْ
وُلدتُ هناكَ
في (بابِ الوداعْ)!


كرةٌ على الإسفلتِ
تجري بينَ أقدامِ الحُفاةْ
والشَّارعُ المقطوعُ
مزدحمٌ بنا
شاةً فشاةْ
والعيدُ
جزَّارُ العيالِ المُجبَرينَ على
الشَّتاتْ
لم نغلبِ الدُّنيا
ولكنْ
نحنُ نخترعُ الحياةْ


لسنا نُخبِّئُ حُبَّنا
كالأرضِ
خبَّأتِ الرِّكازا
لسنا نُحِبُّ
كما يُحِبُّ الشَّاعرُ البنتَ/المَجازا
لسنا نُجازِي بالمحبَّةِ مَن أحبَّ
لكي نُجازَى
يا قلبُّ
غَنِّ ليطربوا
فالنَّاسُ قد عشقوا... نَشازا


جلستْ لتُطعِمَ بَطَّةَ الجيرانِ
قلتُ لها:
لماذا؟!
آذَوْكِ، يا أمَّاهُ!
... فابتسمتْ وقالتْ لي:
لهذا...!
ما ذنبُ بَطَّتِهم
وقد جاءتْ تُطالِبُني الملاذا؟
أخشى يُقالُ عليكَ
- إن آذيتُ -
إنَّ الفَرْخَ آذى


النَّاسُ للنِّسيانِ، يا ولدي
فعِشْ
وأنا فداؤكْ
انثُرْ على قبري غِناءَكَ
علَّ يبعثُني غِناؤكْ
دُسْني ترابًا
علَّني (...)
ولعلَّ تحضُنُني سماؤكْ
.
.
لا عِشْتُ، يا أمَّاهُ
.
.
يا ولدي، على رأسي حذاؤكْ


أمِّي
بعينيها المثقَّفتَينِ
تقرأُ حزنَ عيني
أنهتْ كتابَ الدَّمعِ في وجعَينِ
وابتسمتْ لحَضني
يبكي جدارُ البيتِ
وهْيَ بكلِّ ما فيها تُغنِّي
وأقولُ:
يا أمَّاهُ، كيفَ؟!
تقولُ:
يا ولدي، لأنِّي (...)


قالتْ:
تَمَنَّ
فقلتُ:
هَمِّي أن أعيشَ بغيرِ هَمِّ
ربَتتْ على كَتِفي:
ستفرَحُ
ثُمَّ ألقتني بيَمِّ...
لو جاءكَ الطُّوفانُ، كُنْ فُلْكًا
فكنتُ بعينِ أمِّي
.
الآنَ
إن بكتِ السَّماءُ
مسحتُ عينيها بكُمِّي.







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)