وأحارب بالوَرد - مرسي عوَّاد | القصيدة.كوم

شاعرٌ مصريٌّ (1980-) ثبَّتَ تجربتَه شعريّاً ونقديّاً كإحدى التجارب المهمة في المشهد الشعربي المصري والعربي.


2188 | 0 | 0 | 0




”اغفري لي، أيتها الحروب البعيدة،
لأنَّني أحمل الزهور إلى البيت“
(فيسوافا شيمبورسكا)
.............................................

... ولديَّ مئاتُ الأسبابِ لأفرحَ
لكنِّي منشغلٌ
بحسابِ الوَردِ النَّاقصِ في شُرفةِ
بنتِ الجيرانِ
وفي خدَّيْها
منذُ عرفتُ أشُمُّ الوَردْ

(أراجونْ) ينظرُ في عينَيْ (إلزا) ثمَّ
يقولُ:
اخْترعِ الوردةَ من أجلِ
حبيبتِكَ/الوردةِ
وانْسَ كلامَ البستانيِّ وفاجئْهُ
واكتبْ فوقَ التُّوتِ الأحمرِ ”شَـ ـفَـ
ـةً“
واكتبْ فوقَ الجُوريِّ الزَّاهي ”خَـ
ـدّ“

لا أحدٌ يكتبُ مثلَكَ عنكَ
ولا أحدٌ غيرُكَ يقرأُ في وجهِ حبيبتِكَ
البُعدْ..
من قبلِ البُعدْ

(أراجونْ)
ينظرُ في عينَيْ (إلزا) ويقولُ..
وأنا قد قلتُ.. ولم أنظرْ بَعدْ

... ... ...

في النَّصفِ الثَّالثِ (!) من هذا
العالَمِ
تجلسُ بنتٌ مِثلَكِ حائرةً
وتقولُ لولدٍ مِثلي يتلعثمُ:
هل في وُسْعِ الشَّاعرِ
أن يخلقَ من فائضِ معنًى معنًى
يكفي ليُضيفَ إلى العالَمِ نصفًا آخرَ
كي يَسَعَ الحُلْمَ الممتدّ؟

هل ما زالَ العالَمُ
يقبلُ بنتًا تسألُ ولدًا
ثمَّ تُجيبُ بــ ـــطاقةِ وَردٍ أحمرَ في
خدَّيها
وبطاقةِ حبٍّ تشرحُ سِرَّ الوَجدْ؟

قلْ لي
كيفَ سأمسحُ عَرَقَ التُّوتِ أمامَكَ
وحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدي؟!
بل كيفَ يسيلُ التُّوتُ
وأشعرُ أنِّي
- و”أنا“يَ أمامي -
عاريةٌ يأكلُها البردْ؟!

يسمعُها الولدُ المتلعثمُ
ثُـــــــ ثُـــــــ ثُـــــــ
ــــــــــمَّ...
ولا ينطقُ.
وأنا لا أسمعُها
وأردّ

... ... ...

ما زال العالَمُ متَّسعًا
لقصيدةِ حبٍّ خالصةٍ
لا يعرفُ شاعرُها (ڤاليري) و”الشِّعرَ الخالصَ“
والفارقَ بينَ حداثةِ (رامبو) النَّابضةِ
وطَنْطَنَةِ النَّاقدِ وجُمودِ النَّقدْ

ما زالتْ لغةٌ خضراءُ
- ولم تبيضَّ الدَّهشةُ فيها إلَّا من
فرطِ الدَّهشةِ -
لا تكتبُ عن عالَمِنا المُسْوَدِّ
بأدخنةِ العادِمِ والأسلحةِ ونارِ قلوبٍ
سوداءَ تُحاصِرُنا...
لغةٌ خضراءُ تُخاصِمُنا
لا تكتبُ عن عالَمِنا الأسودِ
حتَّى لا تسودّ

ما زالَ الشَّاعرُ مخلوقًا
يتكلَّمُ فيهِ اللهُ الخالقُ
والقارئُ ما زالَ المؤمنَ باللهِ
وبالشَّاعرِ
حتَّى لو أنَّ العالَمَ
كلَّ العالَمِ
مُرتَدّ

وأنا
ما زلتُ أنا...
في كلِّ حروبِ الرِّدَّةِ
أُغمِدُ سيفي
وأحاربُ بالوَردْ...
سأحاربُكم بالوَردْ.







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)