أنا والشارع الخلفي - سناء مصطفى | القصيدة.كوم

شاعرةٌ مصريّةٌ (1970-) تدرّس اللغة الإنجليزية في وزارة التربية والتعليم المصرية.


1936 | 0 | 0 | 0



لماذا كلما أخطو
بهذا الشارع الخلفي
يرمقني؟
وهذا الشارعُ الخلفيُّ
لم أعهدْ له ولدًا
يفتش في إشاراتٍ
عن الحلوى
وموسيقى يبعثرها على العشاقِ
إن سئموا
حديث الصبر في سيارة الموتى...
ولم أعهدْ له زوجا
تُبَلِّلُ شعرَه الفضيَّ
ماءَ حنينها الأعمى
ولم أعهد له خِلّاً
ينفِّض قلبَه الموشومَ بالأحزانِ
في كفيهِ
أو يرنو إلى ظلٍّ لصفصافٍ
له أرْخَى
وهذا الشارع الخلفيُّ
لم يمنحْ
لـ "مريمَ" حينما دقتْ
على أبوابه تمرا ولا عنبا
ولم يُخْبرْ
مريضَ القلب و"السرطان"
سرَّ خيانةِ المَشْفَى
ولم يحملْ
عن الأطفالِ في صُبْحٍ
حقائبَ تسرقُ "الأوركيد"
من أعمارهم قسرا
لماذا أيها الخلفيّ
ترمقني؟
أنا مثلكْ
أُعِدُّ الشاي والبسكوتَ
أُخْرِجُ صوتَ "فيروز"
المخبأَ فى صباحاتي
تمرُّ بشاشة التلفازِ
أرقامٌ عن الشهداءِ والقتلى
فأرشف رشفةً أولى
وثانية
ورابعة
وأطفئُ شاشة التلفازِ
أمضى نحو مكتبتي
يطالعني كتاب الفقه والتفسيرِ/
ديوانٌ عن الفوضى/
جذورُ منصة السادات
أرشفُ رشفةً أخرى
أردُّ البابَ
أخرجُ غير مكترثٍ
ليملأَ صدريَ الفارغْ
زفيرُ الشارعِ الخلفيّ.



الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: