لا تَعْتَبي - داوود مهنا | القصيدة.كوم

شاعرٌ لبنانيٌّ (1979-) قصيدتُه بجمال بيروت.


2875 | 0 | 0 | 0



إلقاء: داوود مهنا



هَلْ كانَ حُبُّكِ ماءً ذابَ في وَرَقٍ
فَأَنْبَتَ الكَرْمُ مِنْ تَنْهيدِكِ العِنَبا؟!
أَمْ أَنَّهُ الرِّيحُ أَغْوَتْ عاشِقًا قَلِقًا
أَذابَ خافِقَهُ في الرِّيحِ حينَ صَبا؟
وَشَعْرُكِ الذَّهَبِيُّ انْسابَ ماءَ رُؤَىً
فَوقَ الفُصولِ، يُباري حُسْنُهُ الذَّهَبا
وَحينَما هُدْبُكِ اسْتَلْقَى على وَجَعي
أَدْرَكْتُ أَنَّكِ حُلْمٌ أَقْلَقَ الهُدُبا!
كَمْ أَلْهَبَتْني أَناهِيدُ البُحورِ! وَكَمْ
رَأَيتُ في الرِّيحِ شَجْوًا يَرْتَدي القَصَبا!
حَتَّى إِذا عُدْتُ نَحْوي أَرْتَدي عَطَشي
ماجَتْ أَمامي صَحارى تَرْتَدي الكَذِبا
مَتى سَيُزْهِرُ لَونُ الكحْلِ في لُغَتي
وعطرُكِ المُتَنَدِّي يَمْلَأُ الكُتُبا؟
مَتى سَيَعْصُفُ في بَيْتي صَهيلُ خُطىً
ريحٌ كَنَبْضِ حَنيني تُتْقِنُ الهَرَبا؟
مَتى سَيُنْبِئُ وَحْيي أَنَّ قافِيَتي
أُنْثى البِداياتِ، إِكْسيرٌ لِمَنْ شَرِبا؟
زَرَعْتِ بَعْضَكِ في بالِ المُروجِ فَكَمْ
فَراشَةٍ رَقَصَتْ لا تُدْرِكُ السَّبَبا
تُعاقِرِينَ النَّسيمَ الغَضَّ، وَهْوَ دُمَىً
عَلى يَدَيْكِ هَمى يَسْتَعْذِبُ اللَّعِبا
وَكُنْتِ أُغْنِيَةً لِلوَرْدِ هامَ بِها
شَدْوُ الجَداوِلِ حُبًّا، وانْتَشَى طَرَبا
تَنَهَّدي فَوقَ زَهْرِ اللَّوزِ وَاقْتَرِبي
كالمَوجِ يَكْسرُ حُلْمًا كُلَّما اقْتَربا
تَفَتَّحي وَرْدَةً حَيْرى على تَعَبي
كَمْ وَرْدَةٍ أَيْقَظَتْ في العاشِقِ التَّعَبا
وَسافِري فَوقَ هَمِّي مثلَ أُغْنيةٍ
فَيْرُوزُها لَفَّ يُتْمَ الكَونِ مُغْتَرِبا!
أَنا ارْتِحالُكِ فَوقَ المَوجِ يَحْمِلُني
ماءٌ تَلَظَّى حَنينًا، أَمْطَرَ السُّحُبا
لا تَعْتَبي إِذْ أَتاكِ الوَرْدُ مُعْتَرِفًا
لَرُبَّما يَرْتَدي مِنْ طَرْفِكِ العَتَبا








الآراء (0)   


نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)