تحليقٌ إلى ما وراءَ المدى - محمد باقر جابر | القصيدة.كوم

شاعر لبنانيٌّ (1986-) له العديد من الجوائز العربية والمحلية.


2629 | 0 | 0 | 0



(حلَّاج البحر)

دَمْعَتي شَاخَتْ ،
وعُكَّازيْ المَدى أضْحى عَجوزاً
ضاقَتِ الأَرْضُ بِروحي
ها أنا أرْمي حِكاياتي القديمةْ
أنْفُضُ الأَحْلامَ عَنْ أثْوابِ
عُمْري
سَوْفَ أمْضي
تارِكاً كُلَّ الزَّوايا والمرايا
الزَّوايا!
تلْكَ أبعادٌ تضيقُ
كَيْفَ لي أنْ أزْرَعَ التَّحليقَ فيها؟
أُشْعِلَ الوَرْدَ قناديلَ الحَياةِ ؟
والرَّباباتُ الَّتي عَلَّمْتُها
لَحْنَ المَطَرْ
لَمْ تَذُقْ غَيْرَ ابتهالاتِ الوَتَرْ
أَبْحَرَتْ خَلْفَ المَدَى
لَمْ تَشَأْ تَرْسو على شَطِّ البَشَرْ

والمرايا!
قَتَلوا المَعْنى بها واسْتَبْدلوهُ
بالغُبار
لَيْسَ فيها غَيْرُ ألْوانٍ عقيمَةْ
أَيْنَ فيها نَكْهَةُ البَحْرِ
الموَشَّى بالصَّفاءِ !
إنَّنِي نَوْرَسُ أرْضي
حامِلاً بَذْرَةَ قمْحٍ مِنْ بلادي ،
ومعي بَحْرٌ وشِعْرٌ
فَهُما خَمري وزادي
أَيُّها البَحْرُ انْطَلِقْ بي
أَحْصُدُ الأنْفاسَ
مِنْ حَقْل النَّسيمِ الحُرِّ في
أحْضانِ مَوْجِكْ
رئةُ المَعْنى فضائي ،
ونَجاوايَ ، الَّتي لم يَفْقهوها ،
فِكْرَةٌ للحُبِّ ،
للضَّوْءِ الذي لَمْ يلْحَظوهُ في
المرايا النائمة

راحِلٌ عَنْهمُ فَهُمْ لَوْنٌ رماديٌّ
سقيمٌ
وأنا البَحْرُ الذِّي يَفْقَهُ آهاتِ
القُلوبِ الهائمة !








الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.