مرايا لا أحد - مهدي منصور | القصيدة.كوم

شاعرٌ لبنانيٌّ (1985-) يحمل الدكتوراة في الفيزياء لذلك كان (الفجر ظلٌّ داكنٌ). حاصلٌ على العديد من الجوائز العربية. #م_م


2059 | 0 | 0 | 0



وَحيدًا
تَجِسُّ بِخَمْسِ أَصابِعَ مِنْ مَلَلٍ كوزَ هذي المَعاني...
وَلا تَتَأَلَّمُ
إِنْ سَتَرَتْ لَهْفَةُ التّينِ أُغْنِيَةً راوَدَتْكَ
لِأَنَّ المَعاني نَبيذٌ...
وَمِثْلُكَ هذي الأَغاني وَحيدَهْ
تَدَرَّبْ إِذًا كَيْفَ تُسْرِجُ خَيْلَ الأَماكِنِ
رَتِّبْ لِآتيكَ فَوْضى المَواعيدِ
مَنْ غَيْرُ قَلْبِكَ
يَرْبِطُ مِنْديلَهُ كَيَـدِ امْرَأَةٍ حَوْلَ مِعْصَمِ حُزْنِكَ في اللَّيْلِ؟!
مَنْ غَيْرُ دورِيِّهِ الآنَ يَنْقُرُ بابَ الظَّلامِ
إِذا الْتَبَسَتْ في المَنافي المَسافاتُ وَالأُغْنِياتُ الجَديدَهْ؟!
لَكَ الوَلَهُ الصِّرْفُ بَيْنَ جَناحَيْكَ
وَالطُّرُقاتُ الَّتي لا تُؤَدّي
لَكَ الغَدُ مِنْ غَيْرِما حُلْمٍ
وَالخِساراتُ وَهْيَ تُنَقِّحُ بِالنَّدَمِ اللَّيْلَكِيِّ سِنِيَّكَ ساخِرَةً
لَكَ كُلُّ وُرودِ الغِيابِ الَّتي صادَفَتْ أَنْ نَمَتْ تَحْتَ جَرَّةِ عُمْرِكَ

وَهْوَ يَجوبُ أَمانيكَ كَالمُتَسَوِّلِ...
لَيْسَ لِغَيْمِكَ أَنْ يَسْبَحَ الآنَ مُنْقَلِبًا تَحْتَ بَحْرِ رُؤًى أَزْرَقٍ
لَيْسَ لِلصَّلَواتِ سِوى أَنْ تَعودَ
كَنَفْسِكَ
مِنْكَ إِلَيْكَ...
تَدَرَّبْ إِذًا
أَنْ تُرَتِّبَ وَجْدَكَ هذا المَساءَ
كَما الآنَ تَسْعى, مُجامَلَةً,
أَنْ تُرَتِّبَ حُزْنَكَ هذي الَقصيدَهْ
وَحيدًا وَلَنْ يَسْمَعَ الآنَ صَوْتَكَ صَوْتُكَ
إِنَّ القَوافي الضَّريرَةَ نائِيةٌ عَنْ دِنانِكَ
مِثْلَ جَميعِ نَسائِكَ
مَنْذورَةٌ لِسِواكَ
وَإِنَّ قَناديلَ دَمْعِكَ وَهْيَ تُؤَرْجِحُ حُلْمًا لِأَطْفالِ تِلْكِ القُرى
لا تُرى
فَاخْلَعِ الآنَ قُبَّعَةَ القَوْلِ
كَنِّسْ بِتَنْهيدَةٍ مُرَّةٍ وَرَقَ الوَقْتِ
وَهُوَ يَشَوِّهُ دونَكَ وَجْهَ الدُّروبِ العَنيدَهْ

وَعُدْ عارِيًا كَالنَّسيمِ
لِأَنَّكَ وَحْدَكَ في عالَمٍ
لا يُحَرِّكُ غُصْنَ حَنينٍ إِذا وُلِدَتْ زَهْرَةٌ فَوْقَ أَرْضٍ بَيانِيَّةٍ
أَوْ ذَوَتْ نَجْمَةٌ في سَماءٍ بَعيدَهْ...








الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.