بَريدُ عَينَيكِ
ماذا في بَريدِهِما
رَسائلٌ..؟
أم هَدايَا..؟
أم مَواعيدُ..؟

أم جِئنَ يسأَلنَ
قَلباً
هُنَّ إخوَتُهُ
قَميصُهُ
بِذِراعِ الُحسنِ
مَعقودُ..؟

عَقَدنَهُ دامِياً
مِسكاً
وَصاحِبُهُ
في سِرِّ ليلِهِما
واَلجُّبُّ مَوصودُ

مُغيَّبٌ
عَن عيونِ السّائِرين
ضُحىً
وَرَقمُهُ
في سِجِلِّ الَخلقِ
مَعدودُ
أسرارُ عَينَيكِ
في سِفرِ الهوى
لُغَةٌ
يَبُثُّها
من وَقَارِ الجَّفنِ
عِربيدُ

ألا تَخافينَ يَومَ الَحشرِ
مُتَّسعاً
مِنَ العَذابِ بِمَن أَشقَاهُ
تَسهيدُ

وأنتِ
حوريَّةُ الفِردَوسِ
حَفَّ بِها
مِن كُلِّ طيرٍ
بَديع اللَونِ
تَغريدُ...؟

النَّاسُ تَركضُ في الدُّنيا إلى قِدَمٍ
وأَنتِ
في أيِّ حالٍ حَلَّ
تجديدُ

والوَردُ
في جَنَباتِ الرَّوضِ
تَرقُبُهُ
عَينُ الذُّبولِ
وفي خَدَّيكِ تَوريدُ

إذا تَكلَّمتِ
ضاعَ العِطرُ
مُنتَشِياً
وَعادَ يَبرَأُ مِن أَوتارِهِ
العودُ

وَإِن ضَحِكتِ
أَضاءَ اللَيلَ
متّسِقٌ
حُرُّ اللآلِئِ
تُثريهِ الأناشيدُ

وإن تَلفَّتِّ
هل يُرقيكِ مِن حَسَدٍ
مَا شَفَّ من عَندَمٍ ألوى

به الجِّيْدُ...؟

وَإِن مَشَيتِ فَنفسُ الأَرضِ
هانِئَةٌ
وَإِن وَقَفتِ
فَصَدرُ الأَرضِ
تَنهيدُ

وإِن وُصِفتِ
فَما أَشهاكِ مِن لُغَةٍ
حُرُوفُها
مِن مُدامٍ
دنُّهُ الغيدُ

مُعَتَّقٌ
بِجِرارِ الحُسنِ مُذ نَفَرَت
تَشِفُّ عن حُلوِها
التُّومُ العَناقيدُ

أسوارُ قصرِكِ تَحبو
صَوبَ أنجُمِهِ
واللَّيلُ
فَوقَ خَليج التِّبرِ
مَمدُودُ


والعاشقون على أعتاق
خيلهمِ
يَستأذنونَ
وبابُ الحِصنِ
مَرصودُ

وأنتِ
كالكَوكَب الدُّريّ
نافِرَةً
من شُرفةٍ
فَرعُها بالغيمِ
مَوعودُ

يُقصي جَلالُكِ يا بَلقيس ما طَمَحَت
نَفسٌ إليهِ
ولا يُدنيهِ
تَمجيدُ

تَقتاتُ
نار
دمي
أوتار
خافِقِهِ
إذا خَطَرتِ
وَجافَتني المَواعيدُ



وأَلفُ سَبعٍ عِجافٍ
جُبنَ أَورِدَتي
جَواحِدٌ
لَم يَطَأْهُنَّ النَدى
بيدُ


عَصَرنَ روحي
نَبيذا ً
وامتَشَقنَ فَمي
قَصائداً
ريقها ثَلجٌ
وقِنديدُ



ألا تَرقّيْنَ ..
يا أَحلامَ سُنبُلَةٍ
نهوضُها من فراش الفَجرِ
تَخليدُ...؟


حُلوٌ تَجلّيكِ يا أَشواقَ عابِدَةٍ
أَظلّها
بِخِصالِ الطُّهرِ
مَعبودُ

فَما بعَينَيكِ:
أَقراصٌ مهدِّئةٌ
أَم قَتل مِثلي
بعُرفِ الُحسنِ.... تقليدُ ..؟