قصيدة تتهجد - محمد تركي حجازي | القصيدة.كوم

شاعرٌ أردنيٌّ من إربد (1970-) وله العديد من الجوائز العربية.


2078 | 0 | 0 | 0




تحنو على شَعرِ الحروف
وتمسدُ
كفٌ بطَعم النّْور
تَهمِسُها يَدُ

تُغفي المِدادَ على سَرير نَقـــــائِهِ
طِفلاً
تُراوِدُه الرؤى
وَتُهدْهِدُ

تُلْقيه في يَمِّ السَّلام
وَتَقتَـفي
قَبَساً من الضَّوءِ القَديم
وَتَحمَدُ

تُصغي لأنهارِ الخُـشوعِ
فَليـــلُها
يَفنى
وَليلُ الغافـــــلاتِ
مُؤَبّدُ

وَمَضَتْ تَفُكُّ عُرى الظَّلام
بِذِكْرها
فأَطَلّ من شِقِّ العَباءةِ
مَسْجِدُ

وعلى تراب الفجر
تبعثُ خطوَها
فيبوحُ من ماءِ الوضوء
تشهُّدُ

هي هذه الكلمات
تبسطُ روحَها
وتذلُّ بين يديكَ
وهي توحّدُ

الله ،
كيف ترفُّ أوردةُ الضحى
من هاءِ لفظكَ
رحمةً تتجَدّدُ ؟

الله،
كيف تنفس الصبحُ الجنينُ،
وكيف ذابَ على خطاهُ الأسوَدُ ؟


الله
كيف تؤوبُ من غَبش النّدى
تسبيحةُ الكروان
وهي تُردَدُ ؟


في كل داليةٍ
لغيــــــــــــــمكَ آية ٌ
ولكلّ عنقودٍ تدلى
مقصـدُ

ولكلِّ غيثٍ في مشاتل برقه ِ
يرتجُّ
في كبد السماء
ويرعدُ

تهتزُّ في جسد الترابِ
مشاعرٌ
وتهيم ُفي قُبلِ النبات
الأنجُدُ

كم مُقلةٍ خفقتْ
بأجفان المَدى
نغفو
وضوءُ سناك
فيها يَسهَدُ

والشمسُ تجري
والكواكبُ سابحاتٌ
في الفضاء
وأنت
أنت المُرشِدُ

ووضعتَ سرَّ الماءِ
تحتَ صفائهِ
والماءُ
لا يخفي الذي يتغمَّدُ

وبسرِّه أحييتَ
كلَّ حُشاشة ٍ
وبعثتها
ببديع صُنعكَ
تَشهَدُ

آياتُ خلقكَ
لا تغيبُ بِذَرَّة ٍ

أتغيب آياتٌ
وأنتَ الموْجِدُ ...؟

كم عشتُ
يزرعني الكلام ُ
فتستفيقُ حقولُهُ ،
وأجــوعُ
مما يُحصدُ

وأنا ترابٌ
صُغتَهُ
وجبلتَهُ
وبعثتَ في جنبيهِ
ما يتوجَّدُ

أوَلَمْ يَئِنْ
أن تطمَئِنَّ جوارحُ المعنى
وفى محراب ذِكركَ
تسعدُ ؟

فقطفتُ
من قَمَرِ الكلام
ذُبالةً
وبدأتُ أكسو
ما ترى
وأُجرِّدُ


هي هذه الكلماتُ
تبسُطُ روحَها
وتذلُّ
بين يديك
وهي تُوحِّدُ


يُمسي بها
نخلُ الخيالِ
وتنتشي
كحدائقٍ بالغيمِ
يوقظُها غَدُ

وعلى مرافيء بسمةٍ من ثغرها
تُستنسَخُ الأحلام ،
لا
بل تُولدُ

ترمي
على صخر الضياءِ
ثيابَها
وبنهرِ لهفتها إليك
تُعَمَّدُ

خَشَعتْ
وأنت بناطفات يَقينِها
ربٌّ

يخر له الوجود
ويسجُدُ


لَزِمَتْ مُصلاها
وبيتك قبلةٌ
والوجدُ محرابٌ
وعفوك موعدُ

والبوحُ
من عبقِ الدُّعاءِ
سلالمٌ
والامنياتُ
على السلالم
تَصعَدُ

يارب
لا تُخذل
رجاءَ قصيدةٍ
جَلستْ
على باب الرضا
تَتَهجّدُ








الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)