مزّقي الليل.. إملئيه نهارا
واجعلي بينه وبيني جدارا

انسليني من صمته وانشريني
شهواتٍ لا تستحي أن تُثارا

أرسلي الريحَ في بيادر أحزاني
وأغري بهدأتي الإعصارا

واغسلي مقلتيّ من عفن النوم
وشدّي إليهما الأمطارا !..

أزفت ساعة الولادة في الموت
فكوني برقا.. وكوني دمارا

خضّبي العمر باللظى.. واتركيه
يتشظّى تمرّداً وانتحارا

سوف أمضي مع الحياة فقد أصبح
نجما.. وقد أصير غبارا !..
** **

آه يا بنت.. غيمةٌ منكِ تلهو
في جبيني.. وغيمةٌ تتوارى

والرؤى الجوف سابحاتٌ بعينيّ
نِثارا مشرّداً.. ونثارا

والبقايا من صبوتي فيك أصداءٌ
حيارى، لأغنياتٍ حيارى !

حدّثيني يا بنتُ عنكِ وعني
عن أمانٍ حبلى.. وأخرى عذارى

عن يديّ الممتدّتين اشتياقاً
ويديكِ المرتدّتين اعتذارا

ووقوفي أمامَ وجهك لا عيني
استقرتْ.. ولا لسانيَ دارا

وخُطى الليل وهي تخبط في رأسي
وأنهدُّ تحتها منهارا..

حدّثيني.. ومسّحي عن جفوني
حلما عن هوى الجفون مُعارا

لا تخافي عليّ.. تلك همومي
ولقد خضتُ وحلها مُختارا !..
** **

أعذريني يا بنتُ، ما كنتُ أدرى
أنّ عينيكِ تؤويان الصحارى

فأنا –مثلما تهومتِ- طفلٌ
حُلُميٌّ.. لا يعرف الأسرارا

لعنةُ الحب في حياتيَ أن يبدَأَ
وهما.. وينتهي أشعارا !..