الريحُ فيَّ .. اسمعي !.. الريحُ تسكنني
فحاذري من جنون الريح في بدني

أنا نشرتُ لها أسمالَ أشرعتي
وقلتُ: يا ريحُ هبّي .. شرّدي سفني ..

وشرديني .. فلا الشطآنُ تسمعني
إذا بكيتُ ، ولا الأمواج ترحمني

وها أنا بين كفّيها تصرّفُني
تلمّني كيفما شاءتْ وتنثرني

تدعُّني صوبَ ما تهوى .. فإنْ شرهتْ
تسلُّ سكّينها الظمآى وتذبحني !..
** **

لعنتُ ظلكِ ما أشهى تمرّدَهُ
يظل فوق جدارِ الوجدِ يسكبني

قرأته ألفَ وجهٍ .. ما به زمنٌ
أستغفر الحبَّ من ظلٍ بلا زمنِ !
** **

هيهاتِ يا بنتُ .. لا عيناك زائغةٌ
عن أنجمي، لا ولا كفّاكِ عن دِمَني

تطلُ في قاع صمتي منكِ هاجسةُ
وتمّحي مثلما شيءٌ من الوَسَنِ

حبيبةٌ أنتِ .. إلا أنني قَدَرٌ
لشهوة الريح .. أعطيها وتأخذني !

عودي إليكِ .. اهربي من عتم أوردتي
لا تشتريني ، أنا حلمٌ بلا ثمنِ

أخافُ مني عليكِ .. استنزفي جسدي
ما شئتِ، لكن دعي جذعي بلا غصن !
** **

ماذا بكاؤكِ ؟ كفّي .. بيننا زمنٌ
من الخطايا نديُّ القبر والكفن

لو كنتِ كالريح !.. كأسُ الريح مترعةٌ
خمراً .. وكأسُكِ تشكو ركدةَ اللبنِ

لو كنتِ كالريحِ هماً متعباً نزقاً
لعشتُ فيكِ ..
وكان الموتُ لم يكن !..