قراءة في لون الوجع - همسة يونس | القصيدة.كوم

شاعرة فلسطينية وأم ومستشارة تربوية وكاتبة وإعلامية.. الطفل قضيتها الأولى


1271 | 0 | 0 | 1




إلقاء: همسة يونس


حُبْلى أنا بِمواجِعي
وقصائدي العذراءُ تجهشُ بالوطنْ
وملامحي الخرساءُ تقرأُ موتَنا
والموتُ يُقْرِئُني الشجَنْ
يا ليلُ . .
سافِرْ في شوارعِ غربَتي
فأنا القصيدةُ لم أَزَلْ
وأنا موانئُ ضحكةٍ عرجاءَ ينهشُها الوَجَلْ
***
لِمَ كلما وُلِدَ القمرْ
تطفو جراحُ مدينتي
وتموءُ قُبرةٌ غَفَتْ في عش أحلامي الصغيرةِ تنتَفِضْ
أَوَليسَتِ الأحلامُ تكبرُ
بلْ تُكابِرُ
ترتجي أرجوحةَ الغيماتِ
كي يصحو المطرْ
***
حُبْلى أنا بالفجرِ يَطْرُقُ غربتي
بملامحِ الأطفالِ ترسمُ دمعةَ العيدِ الخجولْ
بالبحرِ يهجو صمتَنا
ويقولُ لي ما بالُ صوتكِ جاحِداً يا طفلتي؟!
أناْ لستُ حَزْنى إنما
أناْ أُنشِدُ الموتَ الجميلَ لَرُبّما
يَطهّرُ الطينُ المُزَمجِرُ في دمي
***
حُبْلى بِشهقاتِ الفرحْ
وذنوبِ من عبروا الدموعَ بِغدرِهِمْ
ومخاضُ أحزاني القديمةِ لم يَزَلْ
بين الضلوعِ يخونني
ويخونني
وتخونني كل السماءاتِ التي أرْضَعْتُها صبرَ الشواطِئِ
كم يُعَرّيها الخَجَلْ
***
لا تلعنوا الحزنَ الغريبَ فإنهُ
يجثو، يصلي كلما
حَبَتِ المساءاتُ العِجافُ
تشق صدرَ الريحِ لا تخشى الدموعْ
ويظل مصلوباً على صوتِ الخطيئةِ
لا سماءَ تكونُهُ
والأرضُ عطشى
ترجمُ الغفرانَ تسفِكُ جمرَهُ
أنّى لذاكَ الحزنِ أن يبكي هنا
فالليلُ يُهْزَمُ حينما
تشدو لهُ الأحلامُ من وَحْيِ القُبَلْ . . . .
والنورُ يُقبِلُ ساخراً
يغريهِ لونُ الصبرِ في كف الحجرْ . . .
تلك الأنا ستظل حُبلى بارتعاشاتِ النوارسِ
لا يشيخُ بياضُها
والحب يهديها قصاصاتِ الأملْ . . .
مكتوبةً
بحروفِ أوجاعِ الذينَ تعانقوا يوماً
على نبضِ الضجرْ . . .


"تم تسجيل هذه القصيدة من الأمسية الذكية الأولى للقصيدة.كوم يوم 10-4-2020"


الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.