أطوّق باسم هواكِ الذي لم يطوّق
وأجمع ما في رحاب اصطباري وشوقي
تفرّق..
وأنزل من خانة المتعبين
إلى حيّنا الدمويّ المُمزّق
أطوّق باسمكِ ذوبَ المحبّ
وقد كان في عالم الحبّ
أحمق!
يظنّكِ يا سكّر الأرض والحلم والشعر
أرفق!
يبلّلُ وجنته بالترابِ
ليلتصق الجرح فيه ويعلقْ
وفيه وفيكِ وفيهم وفي كل شيءٍ يراكِ
اشتعال الحياةِ المعبّق
يُصدّق تعويذة اللاجئين،
وكلّ التعاويذ– يا للهوادةِ - صارت تُصدّق!!
≠≠≠≠≠≠

وأبقى أحدّق بالصبح كيف ابتدا
دون أن يفتحهْ..!؟
وكيف تجرّأ صدع الرصاصة
أن يجرَحهْ..!
وكيف تصبّر عمرًا طويلًا
ليُلقى أخيرًا على مِشرحة..!!؟
وكيف وكيف
تمرّ الليالي، وكلّ القصائد تغفو على الشمس
كي تلمحَهْ..!
بخطين من وجنة الروح يمضي
سريعًا إلى حتفه المنتظرْ
يدٌ من عصافيرَ، غنّت له الفجر
واستبق اللحنَ خطوُ القدرْ
فما كان من فرصةٍ للكلام
وما كان من لحظةٍ للنظر
إلهي كتبتَ له الصبحَ دمًّا،
وكنتَ المقدّم كنتَ المؤخّر
وكنتَ ارتعاشة صدرِ العطاشى
إذا مرّ في البيدِ رشفةُ كوثر
وكنت السما تعكس الحلم لمّا
استفاق على وجه شمسي وأزهر
بحجم البعاد، الذي في عروقي
فكرة هذي القصيدةِ تكبرْ
≠≠≠≠≠≠

هو الشعر منفى خيالي الوحيدِ
وفي الشعر كالأرض بعدٌ ومنفى
إذا كفّ رملُ القصيد الكلامَ،
فدمع أهازيجنا لن يكفَّ
وإن ماردٌ في الخيال استغاثَ
سأوتيه من لفحةِ الموتِ ضعفا
كتبتُ بحبرِ المغيبِ ليصحو
وسرتُ على الماء حتى يشفَّ
فلسطين يا حبّنا العفويَّ
ويا غيمةً تمطر الروح صيفا
ويا رحلة الألف عامٍ وزادت
ويا مركبًا كانَ في البحرِ حتفا
ويا لوعةَ الشهبِ حين استفاضت
ويا شعرنا العاطفيَّ المقفّى
خذي العقل مني إلى أن أنامَ
فليلُ المجانين - يا أرضُ - أدفى
≠≠≠≠≠≠

وأكثر ما يملأ الأرض زهدًا
إذا صام شاعر
وأكثر ما يملأ الأرض حبًا
إذا هام شاعر
وأطهر نسكٍ على الأرض
تسبيحُ شاعر
وأصعب شيءٍ على الأرضِ
دمعة شاعر
وأجمل شيءٍ على الأرض
بسمةُ شاعر
ويصبح قلبي سماءً
إذا كان شاعر
وتصبح أرضي جامعةً
لو تُعلّم شاعر
ويكفي النجومَ علوًّا
بأنّ ضياها يُظلّلُ شاعر
ويكفيكَ حتّى تكون ملاكًا
مروركَ بالقربِ
من روحِ شاعر!