وَتَرٌ مُفرَد - همام يحيى | القصيدة.كوم

شاعرٌ فلسطينيٌّ (1986-) وطبيبٌ مختصٌّ في الطبِّ النفسي. باحثٌ بالفكر والفلسفة.


2136 | 0 | 0 | 0




بين رعشةِ حلْمٍ .. ونصلِ انتباهْ
وحيثُ الحدودُ تماهٍ مخيفٌ
وكلُّ ابتداءٍ كما منتهاهْ
هناك بَزَغتِ
بَزَغتِ وأخطأَ صيدَ شعاعكِ ذئبُ التيقّظِ
بين مساراتِ وعيي الكئيبةِ سِرتِ إليّْ
وحيّرْتِني .. أأُشيعُ نعشَ انتباهي
تُرى أم أَضِجُّ كطفلٍ شقيّْ
لأنيَ حيّْ

طريّاً كما اللوز كنتُ .. طريّاً
وأخضرَ
أزرعُ حقلَ الرؤى بيدٍ وبأخرى أهزُّ الغَمامْ
على دين جدّي أصلّي
وحبّاتُ مسبحتي عرباتُ قطارٍ إلى اللهِ

كنتُ أرى اللهَ فيّْ
أراني جوابَ اصطخابِ المياهِ على سرِّ صمتِ الصخورْ
صدى جدلٍ بين غصنينِ عن أصلِ أمّهما الشجرةْ
وارتداد سهامٍ من الرغبة النضرةْ
بين عيني حبيبينِ في ليلةٍ مقمرةْ

كنتُ أرى اللهَ في الوقتِ
يجمعُ شَملي عليّْ
يكوّنُني من تصاويرِ ماض ٍ
وأحلامِ آتٍ
وآنٍ فتيّْ
ولا أتبعثرُ في الدهرِ
لا أتساقطُ قطْراتِ ماءٍ على ضفّتَي جَرَّةِ العُمرِ

كنتُ أرى اللهَ فيّْ
لأنيَ حيّْ

كنتُ أرى اللهَ في الحُبِّ
يكتبُني 'نوتةً'
يتجاورُ فيها حَصَى خيبتي ونشازُ اشتهائي
وتَصلُحُ أسطرُها للغناءِ
و تُعجِبُ أنثى .. فتحفظُها وتغنّي
وأنسابُ فيها أفاعيْ اشتهاءِ
وتخضرُّ أرضي وتعلو سمائي

وكنتُ أرى اللهَ في الخوفِ
خوفيَ ألا يكونَ
لقفزةِ أرواحنا في الوجودِ المعذّبِ قاعُ
وخوفيَ أنّا سنحفرُ في سِرِّنا
ثم نحفرُ
ثم يطلُّ علينا قناعُ
وخوفيَ أن الفناءَ انقطاعُ

وكنتُ أرى اللهَ فيّْ
لأنيَ حيّْ

رمتني الإشارةُ نحوَ العبارةِ
غطَّتْ جداريَ ساعةُ مسخٍ
ودوَّتْ عقاربُها الشؤمُ
لن يجري الوقتُ كالماءْ
خبا ذيلُ ضوءٍ تعَوَّدَ أن يصحبَ الكلماتِ
إلى عتباتِ المعاني
جليدٌ تكاثفَ حولَ الأغاني

أنا جفوةُ الجبلِ
انحسرتْ عنهُ أمطارُهُ
وتاهت إلى دربها الساحليّْ
ولم يظهرِ اللهُ فيّْ
أنا الصدرُ يطوي على الخوفِ
صندوقَ شكٍّ
ينادي مفاتحَهُ
أو أصابعَ كفِّ النبيّْ
ولم يظهرِ اللهُ فيّْ


أنا الموتُ أبردَ ما يحدثُ الموتُ
أبيضَ من كلِّ شبهةِ حزنٍ
أصمَّ عن النَّوحِ
أخرسَ لا بوحَ
منهمكٌ حدَّ نسيانهِ أنه أبديّْ
ولم يظهرِ اللهُ فيّْ

فكيفَ أتيتِ إليّْ
وكيف بزغتِ وأخطأ صيدَكِ ذئبُ التيقُّظِ
كيف تسرَّبتِ من جلدِ يأسي مَساما
وكيفَ وطِئتِ بكِبرٍ جميلٍ
دياري الحراما
أتسكنُ قاماتُكِ العالياتُ
خيالاً تَثَيَّبَ من زمنٍ .. كلماتٍ يتامى
وفي غيرِ وقفة ذكرى
أينعطفُ الشِّعرُ نحوي قليلاً
ويلقي السلاما






الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: