القهوة - تميم البرغوثي | القصيدة.كوم

شاعر فلسطينيٌّ (1977-) حقق انتشاراً إعلامياً واسعاً.


10377 | 5 | 3 | 11




إلقاء: تميم البرغوثي


صبي لعمّك يا نَوارُ القهوة
لا تستحي من عمّك التاريخ
قد زارنا من قبلُ كنتِ صغيرةً ..لا تذكرين
لا تسرقي أقلامه.. لا تهزئي من شكله.. هو هكذا
الوجه مرتجلُ الملامح.. عنده أيدٍ كأيدي آلهات الهند لا تحصى
ويصبح طائراً إن شاء طاووساً.. نعاماً ..أو دجاجاً صاخباً
ويطير أو يمشي، ويزحف أو يغوص
وخلفه أثرٌ طويلٌ بين دائرةٍ وخطٍّ مستقيم
لا تكثري ..هو لن يجيبك بالكلام
هو واثق من نفسه لا شيءَ يربكه
ويرتبك الذين يحاولون بجهلهم إرباكه
هو عمّك الوغدُ اللئيم...رهو عمّك الشهم الكريم
هو مُحدثٌ.. وعليه أجمع أكثر المتكلمين
وإن يكن في وجهه .. شيءٌ قديم
لا صوتَ يُسمع حين ينطق
بل مقاطع من شرائطَ سجلت عبر العصور
وعولجت من بعد رقمياً
مزيج من تراتيل المعابد أو جدال مجامع كنسية
عن واحدٍ في اثنين ضد ثلاثة في واحدٍ
الله أكبر في حروب المسلمين
وفي مجالس أنسهم وغنائهم
وفضولُ أسئلةٍ أجيبت من قديم الدهر
يرجع طازجاً ويثير فينا بسمةً من جهل سائلها بها
ويثير فينا ربما بعض الحنين
أتظنُّ تركيا ستعلن عن دخول الحرب مع ألمانيا ؟!
هل يدخلون دمشق؟!! هل ستردّ أنطاكية الإفرنج؟؟
أم يصلون حتى القدس؟!
ما قال الخليفةُ للمبلّغ أنهم وصلوا
أيبقى من بني مروان من أحد؟؟
علام تظن أن قريشاً اجتمعت بدار الندوة؟؟
صبي لعمك يا نوار القهوة

يا بنتُ كفّي عن إثارته فعمّكِ مجرمٌ
الله يعلم كم من الأقوامِ أفنى
غير منتبهٍ لما صنعت يداه
وغير مكترثٍ بهم
لا تغضبيه فإنه رجلٌ بطيء الردّ
لكن ليس بالرجل الحليم
أعلمتِ فيمَ أتى إلينا اليوم
صبي قهوةً أخرى
نَوارُ أتذكرين بكل حربٍ كنتِ ترمين البذور على الجبال
وكنتُ حين سألتُ ماذا تصنعين أجبتني
إن السماءَ إذا الطيورُ ملأنها
قد لا ترانا الطائراتُ خلالها
قد جاء عمّكِ بين أسراب الحمام
وحطَّ عندكِ
قال إنك كنتِ طيبةً
فجاء يراكِ
هل ستظلّ إسرائيلُ فينا هكذا
سألت نَوارٌ عمَّها
وفضول عينيها جميل
كالطفولة فكرةً
والصمت بينهما توتّرَ كالرنين
وحياتها في لحظتين تعلّقت بجوابه
ورأيته للمرة الأولى تبسّمَ منذ آلاف السنين
هذا سؤالٌ تعرفين جوابَهُ
يا حلوة
صبّي لعمّكِ يا نَوارُ القهورة







الآراء (1)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.