قُصَاصاتٌ من مذكرةِ نبيٍّ منسي - ناصر الغساني | القصيدة.كوم

شعر عماني (1990-)


1814 | 5 | 0 | 0




-1
حَملتُ صخرةَ أفكارِي
إلى جبلٍ من السؤالِ
حَملتُ الجُرحَ والقَلَقَا

حَملتُ سيزيفَ
في الأعماقِ مُنكسرًا
يَجُرُّ عُمرًا
بظُلمِ الكونِ مُختَنِقَا

حَملتُ يُوسُفَ
في جُبِّ الفؤادِ
وذَا صوتِي من الجُبِّ
بالآهَاتِ قَدْ خَفَقَا

أَنكِيدُ مَاتَ
ولي حُلمٌ وأَسئلةٌ
كيفَ الخُلودُ؟
ودربُ الحُلمِ قَدْ غُلِقَا

فهلْ يَلُوحُ يَقينٌ
في مدى قلقِي؟
وهلْ سأعبرُ
هذا الوهمَ والغَسَقَا؟

-2
سافرتُ للحُلمِ
لَمْ أعرفْ سوى قدرٍ
من السّرابِ
بذاكَ الماءِ يَخدعُنِي

مَهْمَا رحلتُ
إلى المجهولِ في أملٍ
هذي الشوارعُ
بالأوهامِ تُطفئُنِي

والآنَ وحدي
بلا أرضٍ ولا وطنٍ
إلا الفراغُ
بحبلِ الصمتِ يَخنُقُنِي

يممتُ روحي
بهذا الرملِ
لا جسدٌ آوي إليهِ
سوى الصحراءِ تُشبهُنِي

ما زلتُ وحدي
ودمعي كُلُّ أمتعتِي
حظّي سرابٌ
وهذا الموتُ يعرفنِي

-3
دربٌ من الريحِ
أفقٌ مُعتِمٌ
ومدىً من العذابِ
وموتٌ يَملأُ القدرَا

فكيفَ أَعبرُ
أشباحًا تُحاصرُنِي؟
وكيفَ أَبدأُ
هذا الحُلمَ والسفرَا؟

أنا المُشتَّتُ
والمجهولُ يَصلبُنِي بالاحتمالِ
وعُمري بالأسى حُسِرَا

دمعٌ
حنينٌ
وآلامٌ
وذاكرةٌ من الغيابِ
وليلٌ يُطفئُ القمرَا

هُناكَ وحدِي
على الأطلالِ أعزِفُنِي نايًا
ووحدِي أَعيشُ الجُرحَ والكدرَا

-4
أمشِي بطورِكَ
يا عُمرِي ولا قبسٌ
يُزيحُ عنِّي
ظلامَ الموتِ والكفنِ

كونٌ من الحُزنِ
في الأعماقِ أَحمِلُهُ
ولا سبيلٌ
إلى الأحلامِ والوطنِ

تَعبتُ أمشِي
بهذَا الطُّورِ من زمنٍ
زوادتِي الدمعُ
حظِّي السيرُ للمحنِ

أمشِي بطورِكَ يا عُمرِي
فكَمْ نَهبتْ ريحٌ وجودِي
وكَمْ للموتِ تَسحبُنِي

ناديتُ
ناديتُ
من طورِي إلى أفقٍ
ولا ضياءٌ
ولا غيمٌ يُبشرُنِي

-5
من بطنِ حُوتي
أمدُّ الروحَ أدعيةً
نحو الإلهِ
وأقضي العُمرَ أرتقبُ

ذا الطورُ
يعرفُ هذا الخطوَ
تُرْجِفُهُ نارُ البعيدِ
وفي الأوهامِ يغتربُ

قد راودتني رياحُ الليلِ
واحتضنتْ كُلَّ السماءِ
وقدَّتْ أفقيَ الشُّهُبُ

في كهفِ جُرحي وحيدًا
ليسَ يعرفُنِي هذا الوجودُ
وبالأوجاعِ أحتجبُ

ثقبتِ فُلكِي
فغطى الماءُ أُمنيتي
وغاصَ حُلمي
بعمقِ الماءِ ينتحبُ

-6
مُمدَّدًا
في سماءِ الجُرحِ
تَخنُقُنِي كفُّ الظَّلامِ
الذي في الكونِ يَتَّسِعُ

جسرٌ من الوهمِ
أمشِي فيهِ مُنكسِرًا
إلى متى هكذَا
بالحُبِّ أَنخدِعُ؟

يا شرفةَ الروحِ
لا فجرٌ نلوذُ بهِ
ولا ضياءٌ
من الآفاقِ يَندلِعُ

مُسَمَّرُ القلبِ
والألواحُ شَاهِدةٌ
على عذابِي
فهَا جُرحٌ وهَا وجَعُ

من بطنِ حوتي
أُنادي اللهَ مُرتَجِفًا
لا شيءَ
إلا رمَادُ الروحِ يرتفعُ

-7
لا عمرَ لي
إنني المنسِيُ في جسدي
جُرحي تَفَشى
بهذا الكونِ يصطخبُ

فتشتُ
بينَ جهاتِ الروحِ
عن أملٍ
ولم أجدْ
غيرَ كفِّ الموتِ تنتهبُ

من سوفَ يمسحُ
هذا الجُرحَ عن قدري؟
ولا حياةٌ
سوى ما ينفثُ الكذبُ

يسيرُ عُمري
إلى المجهولِ مُغْتَرِبًا
وما انتهى بعدُ
هذا الوهمُ والسّغبُ

إنّي تُركتُ أمامَ الكونِ
تخنقني كفُّ الظلامِ
ولا شمسٌ ستلتهبُ

-8
متى سأخرجُ
من حوتِي إلى قدرٍ؟
متى سأُشفى
وليلُ الوهمِ يَنفلقُ؟

ضِفَافُ قلبِي
جَفَاهَا الوحْيُ من زمنٍ
وعاشَ فيِها
جفافٌ / غربةٌ / غسقُ

إنِّي المُبعثَرُ مِلءَ التيهِ
لا وطنٌ أمضِي إليهِ
ولا ضوءٌ ولا فلقُ

ضيعتُ عُمري
وراءَ الحُلْمِ مغتربًا أمشي
وخطوي بطينِ الوهمِ يَلتصقُ

مضتْ حياتِي
بمَا لا أشتهِي
فهُنَا
وحدي غريبًا

وقَدْ تاهتْ بيَ الطُّرقُ ..








الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)