عنابة - بهاء الدين السيوف | القصيدة.كوم

شاعر ومترجم أردنيٌّ (1988-) يقيم حيث يشاء قلبه. لا يذهب إليه، بل يأتيه الشعر.


1772 | 0 | 0 | 0



حــلالـك بـيـِّنٌ فيـه الحــرامُ
 أتـرمي السَّهم إذ بعُـدَ المَرامُ
لقد شاب الجناحُ وأنت تحبو
وبانـت من جـوانـبه العـِظـامُ
وضاع الرّكنُ في ركن ٍيسيرٍ
وضاع القومُ في جفني وناموا
تقـول: أنا، فتـُخطِـئها وتهوي
ويسقـط من مـَخارجه الكـلامُ
ويخذلك الردى وتظـلّ تفنى
ولا يـفـنى بـعَـيـنـيـك الغـُـلامُ
وليس بمُـشفـِق ٍمنك التـردّي
ولكــن غـَضّـة فـيـك السِّـهامُ

**********
عنابة جبلية عيناك
من تعب الجبال
ومن خطيئات الرجال
ومن وِشايات الصّبايا .....
من حروف ٍفي سطور جبينك
ابتسمت لقاتلها على وجه المرايا .....
من أراجيع الصّدى
في حفل ميلاد الهُدى
وتلهّف اليد في مدى التصفيق أن تلقى يداً
وتثاؤب الشمع ِالمُذوّب وسط همهمة الهدايا .....
يا ابن السّبايا في زمان السّلم
كم نزفتك أمّك حين قامت في صباح العيد
تغزل ثوب مجدك أسوداً
فتصوغه في شكل طيفك إن بدا
وتقيس أمتار القماش الصّلب من حجم النوايا .....
يا ابن الحلال الصّعب في زمن البغايا .....
يا جداراً عازلاً بين البنادق والضحايا .....
إن بدا البارودُ أضعفَ من تكدّسها
وصار البرد أعجزَ من تيبّسها
فصحّ الإنقسامْ .....
في ما تبقى من توحّدنا مع الذكرى وظِلِّ غمامة ٍ
يا ابن الحسامْ .....
وما هَوَت جنـّية دونَ الشهاب
وما أسأنا الظنّ في سَفـَر السّحاب
فكيف أخطأت المدافعُ صَيبها
وتثاقلت من ظِلّها في راية ٍفوق اللواء حمامة
فهوت كما يهوي الحمامْ .....

**********


عنابة لجبينك الدّامي
لما يبتزّ بوصلة الحرارة
للوراء وللأمام
على بنانك والسواعِدْ .....
قد جِئتَ من قـَدَرٍ إلى عمّان
تعطي كل من يهوى الكلام فماً
وتمسح عن صدور الرّاعفات دماً
وتطبع صورة لك في القواعـِدْ .....
وخرجتَ من عمان في قصد ٍلإغراء البيارق والنوى
ماذا أراك الحلمُ عمان الهوى
عمان ألوية يحاصرها الجراد
وشعلة أبدية لسوار كسرى
واحمرارٌ عاجلٌ فوق الخدود
وعاجز يأبى الصلاة على المقاعـِدْ .....
عمان عاشقة تواعد
كل أشكال الرعود
وكل ألوان الورود
فما اخلـّت بالوعود
وما بكت لما هوت أسوارها وقلاعها
في كفّ من كانت تواعـِدْ .....

*********
عمان نذرٌ موجعٌ يمتصّ من دمنا
وعشق خالد فينا
ودَينْ .....
ونشيد أصحاب العقول
على جبين ٍطاهر ٍملء التراب
وراحة ٍقد لـُوّثت سهواً
بإشراق اللجَينْ .....
عمان يُثقلها المُضيّ بخافقـَيـنْ .....
من ثغر سُنّيٍّ تعطر بالصلاة على النبي
وجسم شيعيٍّ تعطر بالصلاة على الحسَينْ .....
قدّاس تقسيم على جسد المسيح
يفرّق الأعضاء بين الخلق
يعطي للخليل عباءة
ولأهل يثرب فكرة
ولأهل روما نسخة للعهد مكتملاً
مُنقحة... مُلقحة... مُرتبة... مُركبة
وتلغى ثم تطبع كل عام مرة أو مرتينْ .....
عمان ظِلُّ الله فوق غمامتـَينْ .....
**********

عمان إلهامٌ على مضض ٍ
يُقـِلُّ الشاعر المكسور من مرض ٍإلى مرض ٍ
كأنّ مزاجه شـَدٌّ
وأنّ الوقت تنويـنُ .....
عمان شِرعتنا من الدنيا
لها في الأرض اسرارٌ وآياتٌ وأحكامٌ
وأفكارٌ لها جسد وتكويـنُ .....
عمان جُرعتنا من البارود والكبريت
ترمي التبغ في كفّ الفتى
وتقول: خذ نفسا عميقاً
فالهواء اليومَ سكيـنُ .....
عمان قـُرعتنا على العُمَل القديمة
يُـنـتـَقى في وجهها الزيتون
أو في ظهرها التيـنُ .....
وعمانٌ لنا ديـنُ .....
وعمانٌ فلسطينُ .....
إذا شاء الكلامُ وإن أبى
فالشعر والقرآنُ أوسعُ من عيون الخالقـَيـنْ .....
عمان ظِلُّ الله فوق غمامتـَيـنْ .....

**********








الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)