هاوية - بهاء الدين السيوف | القصيدة.كوم

شاعر ومترجم أردنيٌّ (1988-) يقيم حيث يشاء قلبه. لا يذهب إليه، بل يأتيه الشعر.


1857 | 4 | 0 | 1



دَعْها تسيلُ كما هوَتْ
دعها تُراقُ بكفِّكَ البيضاء
واقبضْ ما استطعتَ إليه تقييدَ الوثاقْ.....
دعها، وكُن عذبَ القوافي حينَ تشرَقُ بالعِناقْ.....
هي لحظةٌ أو لحظتانِ من التوجُّسِ
ثمَّ تعتادُ الحياةَ توجُّسًا
مِمّا يقاسمُكَ النعاسَ
ومن قبائلَ تشتهيكَ نساؤُها
ويصدُّكَ الحُرّاسُ
من وجعٍ يطولُ
ومن فمٍ يزِنُ الكلامَ ولا يقولُ
ومن عروقٍ لا تطيقُ دمًا
ومن شبقٍ يُضيئُكْ.....
دَعْها، لكَم أحسنتَ إذ كانَت تُسيئُك.....
واقسم نصيبًا من نصيبكَ في المحبةِ
للمساء وللقصيدة والرفاقْ.....
فلعلَّها تُغري القبائلَ بالتوحُّد
حينَ يقصمُها الطلاقْ.....
فتظلُّ وحدكَ يابنَ أمّي أجمَعا
وتظلُّ واحدةً بمفردِها؛
فلا أشياءَ تشبِهُها سوى لغةٍ
تُضمِّدُها بِفيكَ ..... وتصطفيكَ
تموتُ فيكَ
فيصطلي منها مريئُكْ.....
دَعها تجِئْكَ مطيعةً
بِسواهُ ما كانَت تجيئُكْ.....
***************
كُنّا كزهرةِ ياسمينَ وأختِها
تتفتّحانِ على ترابٍ ناعسٍ
وتُمرّغانِ جدائلاً في الأرضِ توقظُ شكلَها
وتفُتُّ في قلبِ الحَصاةِ
كأنَّ صُبحًا، وانسكَبْ...
كِلتاهُما في شوقِها لندىً ثقيلٍ
مسَّها بالأمسِ حينًا وانسحَبْ...
كنّا نشابِهُ بعضَنا حينًا
فلا هذي تجاوبُ صمتَ جارتِها
ولا الأخرى تغارُ على شذاها
أن يضيعَ على الدروبِ
وفي المسالِك...
كنّا، وما زِلنا كذلكْ...
ما كانَ سَهمًا من خيالٍ
لم تكُن أضغاثَ أحلامٍ
وكِلتا الوردتَينِ هناك
آتَتْ حُبَّها ضعفَينِ
وانتكصَت على أوراقِها؛
قمرًا يغازلُ نفسَهُ
وجهًا يُطرِّزُ حاجبَيهِ من التعَبْ...
كانَ الصباحُ يدُرُّ فاكهةً
ولكنَّ المساءَ هناك ألمَعُ من ذهَبْ...
*************

هيَ صفحةٌ للذّكر
أقبيةٌ لتجريدِ المشاعر من نُبوءَتِها
احتمالاتٌ تجوزُ ولا تُجَرَّبُ
ثورةٌ كبرى وأرضٌ نائمة

وجهانِ للتاريخِ في زمني
غيابُ الريح عن وعيِ السّفائنِ
واحتقانُ الوردِ في أكمامِه
وكِلاهُما يُودي لسوءِ الخاتمة

والأفقُ مُغرٍ
كالتماع الكأسِ في مُقَلِ العيُون الصّائمةْ

هي شهقةٌ حَبلى بكلِّ فرائس الدّنيا
تروحُ على اندفاع الماء صَوب الماء
أو تغدو على خَدَر العُروش بما احتوَتْ

تُرخي لمَوج البحر ساعِدَها العنيدَ
فلا استراحتْ ساعة لتلوذَ من ثقلِ الكلامِ
ولا على الخدّ انطوَتْ

دَعْها تجِئكَ مطيعةً
دَعْها تسيلُ كما هَوَتْ







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)