مشهد مُتكرِّر - محمد عصام | القصيدة.كوم

شاعر وطبيب أسنان عراقي، يخبِّئ آخر قطرة ماء ويحلم باللانهاية (1995-)


986 | 0 | 0 | 0




إلقاء: محمد عصام


"إذا حتَّم عليك الدَّهر أن تكون من المغضوب عليهم؛ رجاءً، لا تكن من الضَّالِّين!"
–                                    حميدي التَّبريزيّ

.

كما تركتِ فؤادي وحدَهُ يفْنَى
تركتُهُ دونَ روحٍ يخلقُ السِّجْنَا

ورحتُ في العدمِ الموجود أبحثُ عن ما لا يُسمَّى
فصارَ اسْمي لَهُ متْنَا

القادمون بلا حزنٍ ولا شغفٍ
كالواصلين بلا متنٍ إلى المعْنَى

والرَّاجعون منَ المعراج قد وجدوا الأسماء مغمورةً في ذاتِها الحُسْنَى

أنا فراغٌ قديمٌ
ليس يملأُهُ حبٌّ جديدٌ
ولا يستشعرُ الكَوْنَا

أنا (هدوؤُكِ) يا صوتي ويا لُغتي
بنصفِ (هاءِ هدوئي) أعزفُ اللَّحْنَا

أنا هنالكَ
حيث الأرض ترمقُني
ولا أخاف
ولكنِّي فتًى مُضْنَى

رقصتُ فوقَ غيومي
والْتفتُّ لها وقلت:
"هذي صلاتي، فاهْملي الوزْنَا!"

الحزنُ سرٌّ بقعرِ البئر، ليس يُرى
لذاك قيلَ قديمًا: "ساومِ الحزْنَا!"

يظنُّ كلُّ يقينِ الموت أنَّ دمي محلَّلٌ
وأنا لا أخذلُ الظَّنَّا

هذا الرَّماديّ وجهي يا كرات دمي
منذ اخْتفائِكِ، لم أستعذبِ اللَّوْنَا

هذا طريقي إلى نفسي
مشيتُ بِهِ وحدي
لأنِّي بمشيِي أُغمضُ العَيْنَا

فضعتُ في حَيرةِ الإنسان
مُنتبهًا إلى بقائِيَ حتَّى أبلغَ القرْنَا

وصرتُ مثلَ نبيٍّ خانَ دعوتَهُ
وظلَّ يدعو: "إلهي، أعطِني الأمْنَا!"

هلَّا أتيتِ إلى قلبي إذا حَنَّا!
هلَّا أتيتِ إلى عقلي إذا جُنَّا!





"تم تسجيل هذه القصيدة من الأمسية الذكية الثالثة للقصيدة.كوم يوم 25-4-2020"



الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.