الوهم - زينل الصوفي | القصيدة.كوم

0


387 | 0 | 0 | 0




وكتبْتَهُ بدمِ الورودِ 
ففُحْتَهُ .. 
وسكنْتَهُ مُذْ كنتَ ،
حتّى كُنْتَهُ ..

عُمْرا بعينِكَ قد حَمَلْتَ جمالَهُ 
عَنْهمْ 
وعنْ مِرآتِهم أخْفَيْتَهُ ..

هُمْ حينَ جاءُوا 
يرسمونَ حدودَهُ ، تاهوا 
فأنتَ على الغروبِ نَثَرْتَهُ ..

وعشقْتَهُ 
مُذْ كنتَ طفلاً شاعراً 
فلذا 
بصدرِكَ طعنةً أسْكَنْتَهُ ..

كبّرْتَهُ 
حتّى غدا كَوْناً
ومن أيامِ عمرِكَ كلِّهِ أطْعَمْتَهُ ..

قد كنتَ تعلمُ أنّهُ وَهْمٌ 
ولكنْ رغمَ ذلكَ يا أنا 
صَدّقْتَهُ ..

قد كنتَ تدري أنّهُ سُمٌّ 
ولكنْ مُؤْمِناً 
حين العناقِ جَرَعْتَهُ ..

وعليه كنتَ تخافُ منكَ 
فُكلّما منه ٱشْتكيتَ بدمعةٍ 
نزّهْتَهُ ..

نصفانِ أنتَ 
فلوْ أُدينَ بواحدٍ
دافعْتَ عنه بآخرٍ ،
برّأْتَهُ ..

وعليهِ كنتَ تغارُ 
من عينيكَ 
لو بِهِما أطلَّ كما الغزالُ 
بكيْتَهُ ..

لكنّه 
قد كانَ غصناً ذابلا ً
مَهْما بصِبْغٍ أخضرٍ لوّنْتَهُ ..
* * *
في الأربعينَ 
عرفتَهُ من ميّتٍ ؟
حتى بشعرِكَ باكياً كفّنْتَهُ ..

وجعلتَ قلبَكَ قبرَهُ 
يا واهِماً
ودفنْتَ نفسَكَ فيه 
حينَ دفَنْتَهْ ..







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)