في حضرة المتنبي - زينل الصوفي | القصيدة.كوم

0


378 | 0 | 0 | 0




-1-
أسْرجْتُ خَيْلي لوحدي في مُغامرتي
حتى تظلَّ بشَكْلي كلُّ ألواني ..

والليلُ في كلِّ أسفاري يرافقُني
ويُبلغُ النجمَ والعلياءَ عنواني ..

إذا مضيتُ ترى الأقمارَ تتبعُني
أمشي وتقطعُ خلفي طولَ خُلجاني ..

واليُسْرُ يسعى بكلِّ اليُسْرِ خلفَ فمي
لعلَّه يكسبُ الدنيا بحرماني ..

أنا البكاءُ وعينُ البؤسِ تذرفُني
تبقى المواجعُ تَسْتجدي بأحزاني ..

أنا الترابُ وشكلُ الأرضِ يرسمُني
رُبىً فيَنبُتُ مني كلُّ إنسانِ ..

أنا اقتراحٌ على بالِ اليراعِ إذا
حرفاً يخطُّ برَسْمِ الحرفِ تلقاني ..

فمُ القصائدِ منذُ البَدْءِ في خَرَسٍ
وحينَ فُكَّ لسانُ الشعرِ سَمّاني ..

-2-
نثرتُ حرفي على كلِّ الجنانِ لذا
سيورِقُ الزهرُ في أغصانِ ديواني ..

ظنَّ الجميعُ بأنَّ الفقرَ أتعبَني
وبَعْدَهُ ينتهي دربي بخِذلانِ ..

ويقدِرُ الجرحُ بالأوجاعِ يغلبُني
يظلُّ مُنتصراً في كلِّ طوفانِ ..

ظنّوا وقالوا رماهُ الحزنُ في ظُلَمٍ
لأنّه زارعٌ ناراً بأجفاني ..

لأنّه يفرُشُ الأشواكَ تحتَ يدي
لأنّه ، وأنا في المهدِ ، أبْكاني ..

-3-
صبّوا على كلماتي القبرَ في عَجَلٍ
كي يرتدي صوتُ شِعري زِيَّ أكفانِ ..

وكمْ أعدّوا لبَدري جيشَ ظلْمتِهمْ
وكم أعدّوا انطِفاءً لي بنيراني ..

-4-
لكنّني لم أزلْ في رحلتي قمراً
ما مثلُهُ في سماءِ الضوءِ من ثانِ ..

ولم تزلْ صفحتي بالشمسِ مثمرةً
ولم أزلْ واحداً في كلِّ ميدانِ ..

ولم يَزالوا فراغاً خلفَ قافيتي
جاءوا ويبغونَ منها بعضَ وجداني ..

-5-
لكنّني اليومَ هذا البابَ أوصدُهُ
ولن أمدَّ لهم من رقّةِ البـانِ ..

ولن أمدَّ لهم كفّي ليَنْتبهوا
أنَّ العُلا كلَّه من بعضِ بُنياني ..







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)