وظنّوهُ زَوالا - زينل الصوفي | القصيدة.كوم

0


353 | 0 | 0 | 0




هناكَ على كفِّ الخلودِ بقاؤهُ
وليسَ " كما قالوا " عليها فناؤهُ ..

هناكَ إلى الآتي يمدُّ ظِلالَه
فيصبحُ بيتاً للجمالِ رداؤهُ ..

هناكَ يُغنّي الفجرُ منه قصيدةً
فيولدُ في وجْهِ الصباحِ نقاؤهُ ..

ومنه يذوقُ الماءُ طعمَ ارتوائِهِ
إذا سالَ إرواءً ، فذاكَ صفاؤهُ ..

توّقدَ ، طافَ المنتهى في اتّقادِهِ
عليه بنيرانٍ يدلُّ انطفاؤهُ ..

ترى الشمسَ من عينيه تُشعلُ شمعةً
لكي ، فوقَ خدّيها ، يُقامَ ضياؤهُ ..

إذا فاحتِ الأزهارُ من شفةِ الرُّبى
فيعني على الدنيا أطلَّ بهاؤهُ ..

إذا الذئبُ يرعى بالحنانِ غَزالةً
فيعني على الآفاقِ يُتلى دُعاؤهُ ..

* * *

هناكَ تجرُّ الأرضُ للحُسْنِ صورةً
لأنَّ على الألوانِ نامتْ سماؤهُ ..

له في فمِ التقويمِ كِلْمةُ غيمةٍ
إذا قالَها غطّى الفصولَ شتاؤهُ ..

تكوّنَ ، والأوراقُ تشرَبُ حبرَه
لتجري بشريانِ السطورِ دماؤهُ

فيرفعُ شكلُ الحرفِ منه لواءَه
وفوقَ لواءَ الحرفِ يسمو لواؤهُ ..

أتتْه عيونُ الشعرِ تَطرُقُ بابَه
ليمنحَ إيـواءً لهـنَّ بكاؤهُ ..

ويأتي إليه الـ " كلُّ " يبغونَ فَضْلَةً
فيُطعِمُهُمْ من كلِّ مَنٍّ إناؤهُ ..

يُفتِّشُ عنه في الظلامِ صباحُهُمْ
ليتركَ شمساً في يديه مساؤهُ ..

أمامٌ لهم شوقاً يهزُّ بأمسِهِ
ليُسقِطَ أيّاماً عليه وراؤهُ ..

إلى الآن يسعى خلفَه كلُّ حُزنِهم
فمَهْدٌ لأطفالِ الأسى كربلاؤهُ ..

* * *

على سَمْعِهم شِعراً يديرُ سكوتُهُ
ويروي بساتينَ القصائدِ ماؤهُ ..

ويزرعُ في الآذانِ حبَّةَ لحنِهِ
فيحصِدُ إعجابَ الجميعِ غِناؤهُ ..

له " ألِفٌ " تُهدي الرخامَ مشاعراً
فكيف إذا تُهدي المشاعرَ " ياؤهُ " ..!!







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)